تسجل ولاية بومرداس هذه الأيام، إطلاق العديد من المبادرات الخيرية، في سبيل اقتناء أجهزة الأكسجين لفائدة مرضى "كوفيد 19"، وتزويد مستشفيات الولاية بهذه الأجهزة لتخطي الأزمة الصحية الراهنة، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المستجد. هذه المبادرات تبنتها جمعيات، بالتوازي مع إطلاق السلطات الولائية عملية تحسيسية، في سبيل استمالة رجال الأعمال نحو اقتناء مولدات الأكسجين لدعم مستشفيات الولاية. انخرطت الحركة الجمعوية ببومرداس، في حملة تطوعية واسعة من أجل اقتناء قارورات ومكثفات الأكسجين لصالح مرضى فيروس "كورونا"، وحسب عدد من رؤساء جمعيات تحدثوا إلى "المساء"، فإن الأمر جاء تلقائيا بمجرد الإعلان عن الحاجة لهذه الأجهزة في المستشفيات، بسبب ارتفاع حالات الإصابة خلال هذه الموجة الثالثة. وقد عجت صفحات الفضاء الأزرق "الفيسبوك" بالعديد من الحملات التي اتخذت عدة تسميات، منها حملة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، التي أطلقتها جمعية بصمة الخير، ولقيت تفاعلا كبيرا من طرف المحسنين، مما مكن مكتب الجمعية ببلدية حمادي من جمع حق اقتناء جهازين لتكثيف الأوكسجين، سعر الواحد 160 ألف دينار، حسبما يؤكده ل"المساء"، طارق سحالي، رئيس المكتب، ملفتا إلى أنه سيتم التبرع بالمكثفين للعيادة الصحية خميس الخشنة أو لمستشفى بومرداس. وقال طارق، في معرض حديثه، إن أعضاء المكتب وهم 6 شباب من المتطوعين، سارعوا إلى الانخراط في عمل تضامني يقضي باقتناء أجهزة الأكسجين، من أجل المساهمة في التقليل من حدة الطلب المسجل حاليا، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المتحور، داعيا كل الخيرين إلى الانخراط في هذا المسعى. كما وجه أيضا رسالة لأعضاء المجتمع المدني والجمعيات الخيرية إلى الاتحاد، لتجاوز هذه المحنة الصحية، قائلا في هذا الصدد: "لا يمكن انتظار ما تجود به الدولة نحو مواطنيها، إنما لا بد لنا كمواطنين، المساهمة في الوطن ينتظر رد الجميل من أبنائه". كما دعا إلى أهمية بث رسائل تفاؤل عبر "الفايسبوك" بالتطرق، للمبادرات الخيرية، عوض التهويل وتداول أخبار الموت. من جهته، قال عبد السلام عمر عن جمعية "أمل الجزائر"، أن الجمعية تواصل عملها الخيري الخاص بتوفير أجهزة الأكسجين لصالح مرضى فيروس "كورونا"، وأضاف عبد السلام في حديث ل"المساء"، أن هذا المشروع متواصل منذ انتشار الموجة الأولى للفيروس، العام الماضي، من خلال وضع 31 جهازا، منها 10 أجهزة ملك للجمعية، بينما 21 جهازا متبقيا عبارة عن وقف لصالح المرضى، تم التبرع بها من طرف محسنين، يستلفها المريض من الجمعية ويعيدها بعد انقضاء حاجته للجهاز وهكذا. وأكد محدثنا، أن هذا الأمر يتم عن الطريق التواصل بالجمعية التي تحصي حاليا 395 مريضا في قائمة الانتظار من مختلف الولايات، وهو رقم كبير خلفته خطورة لوضعية الصحية في الآونة الأخيرة، مما جعله يوجه نداء لكل من يمكنه تقديم يد المساعدة للتواصل مع الجمعية عبر مختلف مكاتبها ببلديات الولاية، أو أن يقتني جهاز أكسجين ويجعله وقفا للمرضى. كذلك يتحدث مراد سيار، رئيس مكتب ولاية بومرداس للشبكة الجزائرية لحقوق الإنسان، قائلا؛ إن الشبكة علقت كل الأنشطة الحقوقية مؤخرا، للتفرغ للعمل الخيري، من خلال المساهمة في توفير مكثفات الأكسجين، حسب المستطاع، حيث لفت محدثنا إلى اقتناء 10 مكثفات منذ بداية الموجة الثالثة لجائحة "كورونا"، وجعلها وقفا للمرضى المحتاجين لها، متحدثا عن مئات الاتصالات يوميا، ومن كل الولايات لطلب الجهاز لصالح مرضى "كوفيد19". وحث المتحدث المواطنين كافة، إلى توخي الحيطة والحذر بالدرجة الأولى والالتزام بإجراءات الوقاية والإقبال على التلقيح، بهدف كسر سلسلة العدوى بالفيروس التاجي، فيما وجه نداء لكل المحسنين للمساهمة في عمل خيري لفائدة المرضى. من جهتها، بادرت السلطات الولائية إلى عقد اجتماع نهاية الأسبوع المنصرم مع رجال الأعمال، محسنين ومستثمرين جزائريين وأجانب، للتحسيس بأهمية المساهمة والانخراط في التصدي ومجابهة فيروس "كورونا"، من خلال اقتناء مولدات الأوكسجين لتدعيم المؤسسات الاستشفائية بالولاية، التي تعرف طلبا متزايدا بسبب ارتفاع حالات الإصابة، حسبما جاء على الصفحة الرسمية لولاية بومرداس.