أكدت الجزائروتركيا، أول أمس، استعدادهما لترقية الشراكة الثنائية، في وقت اسجل فيه تطابق للرؤى بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية، كما أقرت أنقرة بالدور الهام الذي تلعبه الجزائر خدمة لمصالح المنطقة. ودعا وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، عقب لقائه بنظيره التركي، مولود جاويش اوغلو الذي انهى زيارة رسمية إلى للجزائر، أمس، إلى مزيد من الاستثمارات التركية في الجزائر، مؤكدا، رضى البلدين عن وتيرة الشراكة بينهما. وعبر لعمامرة في هذا السياق عن رضى الجانبين للرؤية الطموحة التي تعرفها وتيرة الشراكة الجزائرية – التركية، دون أن يمنعه ذلك من تأكيد رغبة الجزائر في استثمارات تركية أكبر في بلادنا ، نظرا لإمكانيات الاقتصاد الجزائري وإنجازات الاقتصاد التركي. ولم يخف رئيس الدبلوماسية الجزائري، أن توجه الاستثمارات التركية الجديدة إلى قطاعات الزراعة والمناجم والسياحة، بالنظر إلى تجربة تركيا الكبيرة في هذا المجال. وقال لعمامرة بتوصل الجانبين إلى قناعة بأن التوجيهات التي أصدرها الرئيسان، عبد المجيد تبون ورجب طيب اردوغان خلال القمة التي جمعتهما شهر جانفي من العام الماضي، مكنت حكومتا البلدين على بلورة أساسيات هذه الشراكة الاستراتيجية والاهداف المرسومة في كل مرحلة من مراحل تنفيذها. وأكد أنه رغم الإكراهات التي فرضتها جائحة كورونا والتي عطلت كل الاهداف الطموحة التي رسمها الرئيسان، إلا أنه مقتنع بأن هناك إنجازات ضمن تلك التي سيزورها نظيره التركي بمدينة وهران "أمس". وأشار الوزير لعمامرة في مجال السياسة الدولية إلى أنه استعرض رفقة نظيره التركي "عددا من الازمات وبؤر التوتر، من منطلق أن الجزائروتركيا دولتان ترغبان في المساهمة بحلول وكذا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، من أجل فتح مجالات رحبة لتحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الاممالمتحدة". وشدد رئيس الدبلوماسية الجزائري على أن "إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، تبقى القلب النابض لتعاون وتشاور وتنسيق العمل بين الجزائروأنقرة في مختلف المحافل الدولية. وذكر لعمامرة في السياق، أن زيارة نظيره التركي، تمت في ظرف خاص ومشترك بالنسبة للجزائر وتركيا، حيث يواجه شعبا البلدين كوارث دفعا ثمنها باهضا وبكل شجاعة ويعملان من أجل الخروج منها وهما أكثر قوة وعزم. وترحم السيد لعمامرة على أرواح ضحايا الحرائق والفيضانات في كل من الجزائروتركيا، سائلا الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة. وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو جهته، تطابق رؤى البلدين تماما، حول كل القضايا الإقليمية والدولية، والتي تم تناولها وخاصة الأوضاع في ليبيا وتونس ومنطقة الساحل. وأضاف أوغلو بتوصل الجانبين الى اتفاق من أجل العمل والتعاون حول كل هذه القضايا مشددا التأكيد على الدور الذي تلعبه الجزائر من أجل مصالح المنطقة ووصفه ب"المهم جدا"، في نفس الوقت الذي اعتبر فيه المحادثات مع نظيره الجزائري ب "المثمرة جدا". وقال، إن اللقاء تناول أوجه التعاون الثنائي بالإضافة إلى مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلا عن خارطة الطريق الخاصة بالأعمال والنشاطات والانجازات التي سيقوم بها البلدان مستقبلا. وذكر جاويش أوغلو، أنه سيتم قريبا عقد أول لقاء لمجلس التعاون رفيع المستوى الذي أنشئ خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان إلى الجزائر العام الماضي، والذي سيتضمن عقد اجتماعات للجنة الاقتصادية التركية الجزائرية، وسيتم التوقيع على عديد الاتفاقيات. وأكد وزير الخارجية التركي، أن استثمارات بلاده في الجزائر بلغت عتبة 5 ملايير دولار، إلى جانب وجود 1300 شركة تركية في الجزائر، معربا عن تضامن بلاده مع الجزائر في سياق محنة حرائق الغابات التي شهدتها. وقال إن "تركياوالجزائر تكافحان في هذه الفترة حرائق الغابات.. أنقل اليكم رسالة تضامن صادقة من الشعب التركي ومن الرئيس السيد، رجب طيب اردوغان".