أكد السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أن قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب يستند إلى مبررات وحجج دامغة وثابتة كفيلة بالتأكيد على تحلي الدولة الجزائرية بضبط النفس والحكمة الدبلوماسية لمدة طويلة. وأشار عبد القادر طالب عمر في تصريحات صحافية أجراها مع عدد من وسائل الاعلام الجزائرية، إلى فضيحة التجسس "بيغاسوس" وخلق المغرب لعدم الأمن والاستقرار في المنطقة، مبرزا الجهود التي قامت بها الجزائر من أجل التقارب والتعاون حفاظا على مصلحة شعوب المنطقة واستقرارها. وأضاف السفير طالب عمر بأن الشرح الذي قدمه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في الندوة الصحفية التي أعلن خلالها قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها الغربية والتفاصيل الدقيقة التي تضمنت مختلف الحجج والبراهين على السياسة العدائية المغربية، كفيلة لمبررات قطع العلاقات مع المغرب، موضحا بأن سياسة هذا الأخير ومحاولاته للمساس من وحدة التراب الجزائري وتنصله من التزاماته الإقليمية والدولية والتهرب من تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية وفقا لقرارات الأممالمتحدة عوامل كلها يتحمل النظام المغربي مسؤوليته وحده فيها على جميع الأصعدة. وبينما أوضح طالب عمر بأن المغرب وبعد إعلانه لمخططاته الدنيئة وبإيعاز صهيوني، أصبح يُشكّل خطرا كبيرا على المنطقة، أشار إلى محاولات المخزن فرض أطماعه وسياساته التوسعية كأمر واقع في المنطقة، إلى جانب تنفيذه لأجندات أجنبية لا تخدم مصلحة المنطقة ولا شعوبها. وعلى هذا الأساس أوضح الدبلوماسي الصحراوي بأن المغرب سيبقى بلد معزول يسبح عكس التيار إلى أن يحترم قرارات الشرعية الدولية وعلاقات الاحترام المتبادل بين بلدان المنطقة. وبالمقابل أكد أن الجزائر في هذه الحالة لا تدافع عن نفسها فقط، بل تُدافع عن الحل السلمي الديمقراطي الذي يحترم إرادة الشعوب وبناء المنطقة بعيدا عن سياسات التوسع الدنيئة وخلق الفوضى. كما أوضح بأن المغرب لازال يعيش على أوهام التوسع وسياسات الاستعمار والارتماء في أحضانه في سياسات وممارسات تجاوزها الزمن من منطلق أن حق الشعوب في تقرير مصيرها تماشيا مع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة، مرجعيات لا يمكن للمغرب وحلفائه مهما حاولوا القفز عليها. وشدّد في هذا السياق، على أن علاقات الدول والشعوب تبنى وتقام على أساس الثقة والاحترام المتبادل والتعاون البناء انطلاقا من الاتفاقيات والتعهدات الثنائية والإقليمية والدولية خدمة لشعوب المنطقة وأمنه واستقراره. وذكر السفير الصحراوي بممارسات النظام المغربي وسياساته في المنطقة من أطماع واحتلاله للصحراء الغربية واستغلاله غير الشرعي لثرواتها خلافا للقانون الدولي وانتهاكاته لحقوق الإنسان وإنتاجه وتصديره للمخدرات وغيرها من الممارسات التي ينتهجها اليوم المغرب والتي لا يمكن لأي بلد أن يتقبلها.