جدّد المحامي المعروف جاك فيرجيس تأكيده بأنّه مستعد للدفاع عن الرئيس الأمريكي جورج بوش إذا اعترف هذا الأخير بالجرائم التي ارتكبها، مؤكّدا خلال الندوة الصحفية التي نشطها مساء أمس بمناسبة العرض الأول لفيلمه "محامي الرعب" بالجزائر بسينما "أبي سي" أن لكلّ شيء سببا، ومن الضروري معرفة دوافع ارتكاب السفاحين لجرائمهم··! وأكّد فيرجيس في خضم الندوة التي حضرها عدد كبير من المجاهدين أنّ مرتكبي الجرائم بشر أيضا ومن حقهم الحصول على دفاع، ليس من أجل تبرير جرائمهم وإنّما لمعرفة أسباب تحوّلهم إلى سفاكي دماء، فالجنرال "أوسارس" - يقول فرجيس- كان فتى مقاوما في العشرين من عمره، ومن المفيد معرفة الأسباب التي حوّلته بعد عشر سنوات إلى مجرم وفي ذلك دروس لفرنسا ولغيرها، "لأنّه عندما نلقي القبض على أناس لمدة غير معروفة ونحرمهم من أدنى حقوقهم ونسمح بالتعذيب بكل الطرق سنحصد حتما رجالا مثل أوسارس"· و في سياق آخر توقّف جاك فرجيس عند محاكمة "صدام حسين"، مؤكّدا أنّه كان ينوي تولي الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل لولا تدخّل ابنته المقيمة حاليا بالأردن والتي كلّفت محامين غيره، مشيرا إلى أنّه لو تولى الدفاع في هذه القضية لحوّل كلا من أمريكا وأوربا إلى قفص الاتهام إلى جانب صدام ولتجنب تحوير المحاكمة إلى مجرد قضايا بين الرئيس صدام وبين الكرد والشيعة· وفي إطار حديثه عن أهمية المحاكمات التي كان يقودها ورفقاؤه خلال الثورة التحريرية خاصة في كسب تأييد الرأي العام العالمي، وجعله من معارض إلى مؤيد للقضية الجزائرية، أشار فرجيس إلى أنّ ما تقوم به أمريكا في سجن غوانتانامو وأبو غريب هو بمثابة توقيع على فشل سياستها في العراق· وفي عودة للحديث عن الفيلم الوثائقي "محامي الرعب" الذي أخرجه بربات شرودر وأنتجته اللبنانية ريتا داغر عبر شركتها للإنتاج "يللا فيلم"، أوضح فيرجيس أنّه قرر خوض غمار هذه التجربة رغم تحذير العديد من الأصدقاء خوفا من إيقاعه في فخ -على حد تعبيره- وكان هدفه الأساسي من وراء قبول هذا العمل، عودته للثورة الجزائرية والقضية الفلسطينية· مشيرا إلى أنّ هناك العديد من المآخذ التي يسجّلها على الشريط أهمّها تركيزه على علاقته بكارلوس رغم أنّه لم يشتغل كمحام له إلاّ أربعة أشهر ثم انسحب وكذا عدم تركيزه عن الثورة الجزائرية التي كانت الأهم في مسيرته المهنية، إلى جانب إظهاره ل "جونو" على أنه واحد من المسؤولين السياسيين المهمين الذين كان لهم دور حتى في القضية الفلسطينية في حين انه كان مجرد مسير بنكي· كما جدد المحامي المثير للجدل والزوج السابق للمجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد تأكيده على تأييده لكل الشعوب المقهورة التي تعاني الاحتلال الغربي، مؤكدا في رده على أسئلة صحفية استعداده للدفاع عن المساجين الصحراويين في السجون المغربية، وفي ختام الندوة كرّم فرجيس من طرف محمد لعروسي رئيس قسمة المجاهدين بالعاصمة· يذكر أن المحامي جاك فرحيس سيكون حاضرا خلال الصالون الدولي للكتاب الذي تنطلق فعالياته في 30 أكتوبر الجاري لتقديم آخر كتاباته. *