أكد المحامي الفرنسي المعروف جاك فرجيس امس بسطيف أن مجازر 8 ماي 1945 ''هي جرائم ضد الإنسانية وأن العالم بأسره مدان بشأنها'' وأن ما وقع من أحداث في كل من سطيف وقالمة وخراطة يشبه إلى حد كبير أحداث ديان بيان فو (فيتنام) فكانت بداية لانتصار الثورة الجزائرية وفضح فرنسا أمام الرأي العام العالمي. وذكر محامي المجاهدة الجزائرية البطلة جميلة بوحيرد خلال ملتقى نظم بجامعة فرحات عباس بسطيف حول كتابه ''حب الدفاع'' أن ''المنتصر يحاول دائما ب-اعتباره الطرف الأقوى في المعركة- إخفاء وتصغير حجم ما يقترفه حتى وإن كان على خطأ''، مشيرا الى أنه كان هناك ''تصغير ومحاولة لإخفاء حقائق جرائم 8 ماي .''1945 وحضر هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية قدماء تلاميذ ثانويتي مليكة قائد وأحمد قرواني في إطار الإحتفال بيوم العلم السلطات المحلية المدنية منها والعسكرية وعدد قياسي من ممثلي الأسرة الثورية والسلطات القضائية والمجتمع المدني بالإضافة إلى قدماء تلاميذ الثانويتين و طلبة. وقدم السيد جاك فرجيس قراءات في كتابه ''حب الدفاع'' حيث تطرق إلى مختلف محطاته ونشاطاته مستعينا بالأمثال والأقوال التي أدهشت الحضور الذي صفق لها مطولا. كما استعرض جاك فرجيس في قراءاته بعض المحطات من مساره السياسي والقضائي المثير للجدل خاصة خلال دفاعه عن بعض قادة حرب التحرير الجزائرية وتوكله في قضية البطلة المجاهدة جميلة بوحيرد سنة 1958 والتي أصبحت فيما بعد زوجته وكذا دفاعه عن النازي كلاوز باربي سنة .1987 وحسب المتدخل ''فإن جميع هذه الأحداث أكسبته شعبية لا تضاهى وشهرة عالمية خاصة بالنسبة لرجل عرف بأفكار راديكالية''. وقال فرجيس بأن مهنة المحاماة جعلته يشارك الشعوب آلامها ومآسيها وأفراح وأحزان موكليه ويكتشف شخصيات ويقيم علاقات وثيقة بقادة وزعماء بارزين عبر العالم. كما ذكر المحامي في نهاية مداخلته أنه ''فخور جدا بما قدمه خلال مساره التاريخي'' وأنه لا يزال يصر على صواب قراراته ومتمسكا بأفكاره ودوافعه في المرافعة عن شخصيات ''مقيتة'' وأنه لا يزال مستعدا وبإمكانه الدفاع عن شخصيات تركت بصماتها في التاريخ منها هتلر وجورج بوش ''بشرط واحد هو أن يعترف موكله أمام المحكمة بأنه مذنب''.