انتقل إلى رحمة الله، المجاهد عضو جيش التحرير الوطني، محمد قديد، عن عمر ناهز 91 عاما، حسبما أفاد به، أمس، بيان لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق. وأوضح البيان، أن المجاهد الفقيد يعد من مواليد 1930 بالتوميات، بالحروش، بولاية سكيكدة، حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، بمسقط رأسه، قبل أن يلتحق بمعهد الكتابة بقسنطينة، لينتقل بعد ذلك إلى جامع الزيتونة بتونس، حيث حاز على شهادة الأهلية. وانخرط محمد قديد، في صفوف الحركة الوطنية مبكرا، ضمن حزب الشعب الجزائري، وشارك من خلال نشاط نضالي بمنطقة الحروش في التحضيرات الخاصة بانطلاق الثورة التحريرية، بالمنطقة. كما تم تعيينه أمين قسمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية للحروش. ومع انطلاق أولى شرارات الثورة التحريرية، ظل محمد قديد، ملازما للقائد الرمز الشهيد ديدوش مراد، ولم يفارقه إلا قبل استشهاده بأيام قليلة. وكان ضمن الأفواج الأولى التي أطلقت الشرارة الأولى للهجومات على مستوى بلدية الحروش وشارك في عديد العمليات الفدائية. كما تقلد عديد المسؤوليات، إلى أن تمت ترقيته إلى رتبة ضابط في صفوف جيش التحرير الوطني. وبعد الاستقلال، التحق المجاهد محمد قديد، بالجامعة الجزائرية وتحصل على شهادة ليسانس في الإعلام، ما مكّنه من المساهمة بقدر كبير في تدوين تاريخ الولاية الثانية التاريخية، عبر ملتقيات وندوات تاريخية إلى جانب شهاداته الحية عن رفيق الدرب الشهيد ديدوش مراد. وأمام هذا المصاب الجلل، توجه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، إلى أسرة الفقيد وإلى رفاقه في الجهاد "بأصدق التعازي، وأخلص المواساة، سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد روح الفقيد بواسع الرحمة والرضوان ويسكنه فراديس الجنان مع عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان".