انتقل إلى رحمة الله المجاهد عضو جيش التحرير الوطني، محمد قديد، عن عمر ناهز ال91 عاما، حسبما أفاد به، أمس، بيان لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق. أوضح البيان أن المجاهد الفقيد يعد من مواليد 1930 بالتوميات (الحروش) ولاية سكيكدة، حفظ ما تيسر من القرآن الكريم، بمسقط رأسه، قبل أن يلتحق بمعهد الكتابة بقسنطينة، لينتقل بعد ذلك إلى جامع الزيتونة بتونس، أين حاز على شهادة الأهلية. وانخرط محمد قديد في صفوف الحركة الوطنية مبكرا ضمن حزب الشعب الجزائري. وشارك من خلال نشاط نضالي كثيف بمنطقة الحروش، مع عدد من المناضلين على غرار لحول حسين، بشير بوقادوم، الطيب ثعالبي، بوكرمة عيسى وآخرين، في التحضيرات الخاصة بانطلاق الثورة التحريرية، بالمنطقة. كما تم تعيينه أمين قسمة حركة انتصار الحريات الديمقراطية للحروش. ومع انطلاق أولى شرارات الثورة التحريرية ليلة الفاتح من نوفمبر 1954، ظل محمد قديد ملازما للقائد الرمز الشهيد ديدوش مراد، ولم يفارقه إلا قبل استشهاده بأيام قليلة. قدم شهاداته عن رفيق الدرب الشهيد ديدوش وكان أيضا ضمن الأفواج الأولى التي أطلقت الشرارة الأولى للهجومات على مستوى بلدية الحروش، وشارك في عديد العمليات الفدائية والتخريبية للمنشآت الاقتصادية التابعة للاستعمار الفرنسي، إضافة إلى العمل التنظيمي الثوري عبر المشاتي، من خلال جمع الأسلحة وشرح للأهالي أبعاد ثورة نوفمبر الخالدة، بالولاية الثانية التاريخية. كما تقلد الفقيد عديد المسؤوليات إلى أن تمّت ترقيته إلى رتبة ضابط في صفوف جيش التحرير الوطني وإلى غاية استرجاع السيادة الوطنية في ذات 5 جويلية 1962. وبعد الاستقلال، استأنف المجاهد محمد قديد دراسته، حيث التحق بالجامعة الجزائرية وتحصل على شهادة ليسانس في الإعلام، وهو ما مكنه من المساهمة وبقدر كبير في تدوين تاريخ الولاية الثانية التاريخية، عبر ملتقيات وندوات تاريخية، إلى جانب شهاداته الحية عن رفيق الدرب الشهيد ديدوش مراد. قوجبل: الجزائر تفقد أحد أبنائها البررة بعث رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، برسالة تعزية إلى أسرة المجاهد محمد قديد، مؤكدا أنّ الجزائر تفقد برحيله «أحد أبنائها البررة الذين وهبوا حياتهم عبر سنوات طويلة أثناء الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي». قال رئيس مجلس الأمة في رسالة التعزية: «بعميق الأسى، تلقيت نبأ انتقال المغفور له بإذن الله، الأخ المجاهد قديد محمد، رفيق الشهيد قويسم عبد الحق، إلى رحمة الخالق وعفوه». وأضاف قائلا: «وأمام هذا المصاب الأليم الذي تفقد فيه الجزائر أحد أبنائها البررة الذين وهبوا حياتهم عبر سنوات طويلة أثناء الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، ليس لي إلا أن أعرب لكافة أفراد عائلته الكرام، أصالة عن نفسي وباسم أعضاء مجلس الأمة، عن صادق التعازي وخالص المواساة، سائلا الله العلي القدير أن يجتبي الفقيد فيكرم مقامه لديه وأن يغمر روحه بأنعام مغفرته، كما أدعوه جل وعلا أن ينزل على قلوبكم جميل الصبر والسلوان». وربيقة يعزي كما توجه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة ، أمام هذا المصاب الجلل إلى أسرة الفقيد وإلى رفاقه في الجهاد «بأصدق التعازي، وأخلص المواساة، سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمّد روح الفقيد بواسع الرحمة والرضوان ويسكنه فراديس الجنان مع عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان».