كشفت مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي، عن قائمة المرشحين المختارين لنهائي الطبعة الثالثة من "جائزة الشيخ عبد الكريم دالي" دورة 2021، التي ستجرى ما بين 15 و19 نوفمبر المقبل، وفقا لبيان صحفي نُشر على صفحة المؤسسة على فايسبوك. أسفر اجتماع أعضاء لجنة التحكيم برئاسة السيد نور الدين سعودي، عن ثمانية أسماء مرشحين للفوز بجائزة الشيخ عبد الكريم دالي، ويتعلق الأمر بكل من محمد حسيني، ويوسف نوار، ونسيمة حفاف، وأسماء حمزة، ولمين سعدي، وطارق أمير المشري، وغفران بوعاش، ونوفل رمضان. وتقوم "مؤسسة الشيخ عبد الكريم دالي" منذ تأسيسها في 2008، بتنظيم أنشطة وأحداث ثقافية وفنية، بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري، لا سيما في ما يخص الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية أو المسماة أيضا بالموسيقى الأندلسية على اختلاف مدارسها، وتكرم روادها، وتشجع المواهب الجديدة. ومن بين أهم أنشطتها التي تشرف عليها رئيسة المؤسسة وهيبة دالي، تنظيم جائزة عبد الكريم دالي، التي تتعلق باكتشاف مواهب جديدة شابة في مجال الأغنية الأندلسية. وهذه الجائزة تنظم مرة كل عامين. وآخر دورة كانت في 2018. وفاز بها المغني الشاب للموسيقى الأندلسية عبد الوهاب بحري أمام تنافس تسعة مشاركين. الشيخ عبد الكريم دالي (1914- 1978) صاحب أغنية الجزائريين أيام العيد "مزيّنو نهار اليوم" الذي يعتبره المختصون موحد مدارس الموسيقى الأندلسية الجزائرية (تلمسانوالجزائر العاصمة وقسنطينة)، استطاع بفضل دخوله عالم الفن في سن مبكرة وتنقّله المستمر بين مدينتي تلمسانوالجزائر، أن يجمع ويؤلف بين المدرستين. وقد كوّن عبد الكريم دالي معارفه الموسيقية بفضل احتكاكه بالعديد من المعلمين، فضلا عن انضمامه لعدة فرق موسيقية، وكان يملك موهبة فذة، حيث كان يعزف على جميع الآلات الموسيقية، وتميز بصوت لا يضاهَى. وُلد عبد الكريم دالي بتلمسان سنة 1914 لعائلة جزائرية ذات أصول تركية نزحت خلال فترة الحكم العثماني. أول من اكتشف مواهبه هو الشيخ عمر بقشي، الذي علّمه مبادئ الموسيقى الأندلسية. وواصل رحلته الموسيقية مع عبد السلام بن ساري، أخي العربي بن ساري، ومع الشيخ يحيى بن دالي، الذي كان يمثل حينئذ الموسيقى الغرناطية. وعزف على آلة المندولين، ثم على الكمان والناي، وأخيرا على العود. وانضم لأهم الفرق آنذاك، وهي فرقة العربي بن ساري؛ إذ أدى أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، ثم واصل مسيرته مع رضوان بن ساري (ابن العربي)، ثم انضم لفرقة الشيخة طيطمة. سجل سنة 1938 ما يقارب عشرين أسطوانة في شركة "ألجيريافون" (Algériaphone). وقدّم عروضا مع فرقة إذاعة الجزائر تحت قيادة محمد فخرجي، ثم انضم لها نهائيا سنة 1952. وشارك في القيام بأنطولوجية الموسيقى الأندلسية، حيث قام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان.