كشف السينمائي والفنان المصور أسامة العيد في حوار مع "المساء"، عن إنهائه كتابة سيناريو جديد لفيلم قصير بعنوان: (أرض السافلين). كما تحدّث عن أفلامه الأخرى التي أخرجها، وعن حبه للتصوير، وغيرها من المواضيع في هذا الحوار. ❊ حدثنا عن موضوع سيناريو "أرض السافلين". ❊❊ موضوع السيناريو يدور حول قصة شاب زار بيت صديق له معروف بأنه محترف في القرصة الإلكترونية، فاستغل انفراده في غرفة صديقه لتصفّح النت، ودخل عن طريق الخطأ، أحد مواقع قتلة مأجورين، فوجد نفسه مجبرا على تسديد مبلغ كبير تحت التهديد. ولما علم صديقه بما حدث حاول إصلاح الوضع لكن بدون فائدة، فدخل الشاب في حالة نفسية معقدة بفعل التهديدات التي تعرّض لها. وبعد فك شيفرة سبب التتبع قام رفقة صديقه، بمحاولات كثيرة حتى تمكنا من سرقة بيانات المجرم، وتحديد موقعه، ثم التبليغ عنه. ❊ هل استغرقت كتابة السيناريو وقتا طويلا؟ ❊❊ احتاجت فكرة سيناريو "أرض السافلين"، سنة كاملة للنضوج. أما مدة كتابتها فاستغرقت شهرا ونصف شهر. كان للقصة العديد من الاتجاهات المختلفة، والكثير من البدايات والنهايات حتى استقرت على قصة شديدة الحبكة، ونقل مميز للأحداث.. الفيلم قد تتجاوز مدته 24 دقيقة. ❊ إلامَ يعود اختيارك هذا الموضوع؟ ❊❊ اختياري الموضوع نتيجة اهتمام الشباب الشديد، بعالم القرصنة، والرغبة في المغامرة في دهاليز الأنترنت المظلم بدون وعي بما قد يصادفهم أو يتعرضون له من مشاكل كبيرة؛ فهذا العالم يخلو من كل أشكال الإنسانية والضوابط الشرعية والأخلاقية، ويُحدث آثارا نفسية مدمرة، قد تتحول إلى آثار جسدية، تصل أحيانا إلى حد الموت! لهذا يجب تفادي التفكير في دخول هذا العالم للحفاظ على سلامة عقولنا وأجسادنا. ❊ هل تنوي إخراج الفيلم؟ ❊❊ مؤكد؛ أنوي إخراجه بعد أن تنتهي المعالجة الدقيقة للسيناريو، ثم التواصل مع المنتجين لطرحه على طاولة عمل بمعايير عالية المستوى، لصناعة فيلم، قد ينافس على جوائز كبرى إن شاء الله. ❊ اهتممت بصقل مواهبك من خلال التكوين، حدثنا عن ذلك. ❊❊ الحب الكبير لهذا المجال خلق عندي رغبة كبيرة جدا في التكوين والدراسة، واستغلال أوقات طويلة في التعلم والبحث والتعمق. كنت أعي جيدا أهمية التكوين والتعلم في تطوير القدرات، لكني لم أتلق أي تنبيه يخص ذلك. ❊ شاركت في فعاليات وطنية وأخرى عربية، هل من تفاصيل حولها؟ ❊❊ مشاركاتي كانت متنوعة بين السينما والمسرح والصورة الفوتوغرافية. كما تعلمت من هذه المهرجانات الكثير، أهمها توسيع دائرة التعارف مع الفنانين من نفس المجال أو في مجالات أخرى، وتبادل الخبرات والتجارب، ورفع سقف التحدي والاجتهاد لتحقيق نتائج جيدة. ❊ كيف تتحول الصورة من ذكرى إلى تحفة فنية؟ ❊❊ عبارة كنت دوما أقولها: العين هي الأساس، أما الكاميرات فدقتها متقاربة؛ صحيح أن اختلاف الآلة يصنع فارقا، لكن ليس كببرا جدا.. الاختيار الدقيق لزاوية الالتقاط وتحديد الإطار يعتمد على الرؤية الفنية للمصور؛ فإن غابت الرؤية الفنية قد تكون الصورة خالية من الأحاسيس والمشاعر، التي يود المصور نقلها لمن يشاهد الصورة، فتصبح مجرد صورة للذكرى. ❊ أخرجت أفلام "تعلّم"، و"لا تذهب"، و"اللص"؛ هل يمكنك تقديم لمحة عنها؟ ❊❊ الأفلام التي أخرجتها سابقا لم تكن بجودة عالية تقنيا، لكن فنيا كانت مميزة؛ أبدأ بفيلم "تعلّم" الذي كتبت له السيناريو، وقمت بإخراجه سنة 2017، ومدة عرضه خمس دقائق. الفيلم يروي قصة أستاذ تعاطف مع اللاجئين الأفارقة، وقام بمبادرة تعليمهم اللغة العربية. زار مخيمهم في العديد من المرات، حتى تمكن العديد منهم من القراءة والكتابة. والرسالة التي يحملها الفيلم هي اعتناق الإنسانية، ومعاملة اللاجئين معاملة حسنة بغض النظر عن أديانهم وجنسياتهم. أما فيلم "لا تذهب" الذي كتبت له السيناريو وأخرجته سنة 2018 ومدة عرضه 12 دقيقة، فيروي قصة شاب أراد مغادرة عائلته والهجرة من القرية ومن الوطن، تاركا شقيقته ووالده الطاعن في السن وحدهما، إلا أنه تراجع عن قراره بعد تأثره بكلمات شقيقته الأخيرة في محطة. أردتُ من خلال هذا الفيلم التأكيد على أهمية العائلة والتضحيات التي يجب أن نقوم بها في سبيل إرضاء افراد عائلاتنا. وفيلم "اللص" مقتبس من قصة للكاتب المغربي هاشم اللويسي. فبعد استشارته حولته إلى سيناريو قصير، وأخرجته سنة 2019 بمدة عرض 7 دقائق. الفيلم يروي قصة شاب انفصلت عنه زوجته بسبب تقصيره معها، وظل لفترة من دون عمل، فأخبرته أنه لا يصلح لشيء ولو لصّا، فجرّب أن يكون لصا، لكن في نهاية المطاف لم يستطع ذلك، فانسلخ من شخصه القديم، وغيّر سلوكاته حتى صار ذا مكانة وشأن. والرسالة: على كل شخص أن يفكر، ويبادر بالتغيير من سلوكه؛ ليرتقي، ويصبح شخصا إيجابيا، يفيد نفسه وعائلته ومحيطه. ❊ ماذا عن الجوائز التي نلتها في مسيرتك الفنية؟ ❊❊ نلت الجائزة الثانية للصورة الفوتوغرافية في 2015، والجائزة الأولى في الملتقى الولائي للفيلم القصير 2017 (فيلم تعلّم)، والجائزة الأولى في الملتقى الولائي للفيلم القصير 2019 (فيلم اللص)، والجائزة الأولى في الصالون الوطني للصورة الرقمية 2021. ❊ حدّثنا عن سلسلة الحكواتي التي قدمتها في رمضان 2020؟ ❊❊ الحكواتي سلسلة مخصصة للأطفال، فيها قصص وعبر، ومسابقة في نهاية كل حصة. صُورت بتقنيات رائعة، وديكور، وملابس مميزة. وحققت نجاحا كبيرا جدا خاصة مع فترة الحجر الصحي؛ حيث تفاعل معها الكثير من الأطفال، وكانت دوما تصلنا مئات الرسائل من آبائهم وأمهاتهم خاصة مع توزيع الجوائز في رمضان 2020. وقد أنتجت هذه السلسلة تعاونية تافتيكا العلمة، ورئيسها عاشور بوراس، الذي يشغل حاليا مدير إنتاج قناة خاصة. ❊ ما هي الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك الفنية؟ ❊❊ الصعوبات التي أواجهها هي نفسها التي يواجهها كل فنان جزائري عامة، وكل مخرج أو منتج سينمائي؛ قوانين لا تتماشى مع متطلبات المنتجين والمخرجين خاصة قوانين الرعاية (السبونسور)، وقوانين التصريح بالتصوير في مراكز أمنية أو حكومية، مع غياب كلي للسوق، لتسويق الأفلام بقلة عدد دور السينما. أرجو أن تتحسن الوضعية مستقبلا، لنرتقي إلى مستوى أفضل في الإنتاج السينمائي. ❊ هل تنوي عمل فيلم طويل، أم أنك تخصصت في صنع الأفلام القصيرة؟ ❊❊ نعم أرغب في خوض تجربة كبرى، وإنتاج فيلم طويل إن شاء الله. كما أود تنظيم مهرجان وطني للأفلام القصيرة في صيف 2022 إن شاء الله.