أكد وزير التشغيل والعمل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أمس أن المشكل الأساسي في عالم الشغل يكمن في غياب يد عاملة متخصصة، مشددا على ضرورة التكوين والتأهيل في القطاعات المحركة للاقتصاد الوطني. كما أضاف السيد لوح أن اعتماد سياسة التدريب والتأهيل لدى العامل، من شأنها ترقية التشغيل وضمان ديمومة المؤسسة وتمكنها من خلق الثروة ومضاعفة الإنتاج. واعتبر أن التوظيف الحالي لليد العاملة الأجنبية في مختلف المشاريع الكبرى في الجزائر يبقى ضئيلا إذ يقدر بحوالي 45 ألف عامل، مقارنة باليد العاملة الوطنية. وفي هذا الشأن أكد وزير التشغيل والضمان الاجتماعي أن هدف هذه السياسة يكمن في نقل الخبرة والكفاءة الأجنبيتين الى العامل الجزائري، لا سيما في الميادين التي لا تتوفر عليها الجزائر. وفي كلمته لدى افتتاح أشغال الدورة الحادية والسبعين لمجلس إدارة مجلس الادارة لمنظمة العمل العربية التي احتضن فعاليتها نزل الأوراسي، أكد السيد الطيب لوح أن الهدف المسطر لهذه السنة هو تفعيل دور المنظمة كمنبر متميز للحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج في العالم العربي من جهة، وكقوة اقتراح ضمن آليات العمل العربي المشترك من جهة أخرى. وذلك لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة في الأقطار العربية. كما أضاف الوزير أن الوقت قد حان لتفعيل المنظمات والآليات الداعمة للعمل العربي المشترك في جميع المجالات، للوقوف في وجه التحديات والتغيرات الدولية لا سيما مع حلول الأزمة المالية العالمية التي ما فتئت تهدد الاقتصاد والمال والشغل على وجه التحديد. ومن جهة أخرى، دعا وزير التشغيل والضمان الاجتماعي الى ضرورة إدماج كافة الشركاء الأساسيين: العمال/أرباب العمل/ الحكومة مع الآليات المناسبة لتنمية الموارد البشرية لتحديد قضايا التنمية والتشغيل في الوطن العربي. كما دعا الى جانب ذلك الى رفع نسبة النمو الاقتصادي، والتخفيض من نسبة البطالة الى النصف باعتبارها آليات تنفيذ القرار المتمخض عن القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية المنعقدة بالكويت في جانفي الفارط والمتعلقة أساسا باعتماد فترة 2010 / 2020 كعقد عربي للتشغيل. وفي اطار العمل على مواجهة شبح البطالة الذي يهدد الموارد البشرية الجزائرية والعربية على وجه الخصوص، استشهد السيد لوح بالتجربة الجزائرية الرائدة في ترقية التشغيل ومحاربة البطالة، والقائمة أساسا على المقاربة الاقتصادية، مضيفا أنه تم تشجيع الاستثمارات وترقية المهارات عن طريق تكوين اليد العاملة خاصة الشباب، مع وضع الأجهزة المساعدة على إنشاء المقاولات المصغرة، والتخفيض من الأعباء الجبائية. وفي ندوة صحفية عقدها الوزير على هامش أشغال مجلس منظمة العمل العربية أكد وزير التشغيل والضمان الاجتماعي أن الدورة ال98 لمؤتمر العمل الدولي المزمع عقدها ب"جنيف" بسويسرا من 03 الى 19 جوان القادم ستكون فرصة لمناقشة عدة مواضيع على غرار التشغيل، البطالة، الأزمة المالية العالمية ...وغيرها، كما سيتم في هذه الدورة -يضيف الوزير-توحيد إجراءات تنسيق مع مختلف المنظمات والأطراف المعنية قصد تبني مواقف عربية مشتركة. وقدم الوزير مجموعة من الاقتراحات للتقليص من حدة البطالة على كافة المستويات من خلال تحسين بيئة الاستثمار، تسهيل انتقال رؤوس الأموال والبضائع، المزيد من الإنفاق في البنية التحتية، ودعم وتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة. ومن جهته وجه المدير العام لمنظمة العمل العربية السيد أحمد لقمان كلمة تهنئة وعرفان لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة تجديد الشعب الجزائري الثقة في شخصه، لمواصلة قيادة مسيرة الخير والبناء والمصالحة الوطنية، كما عبر من جهة أخرى عن مدى تفاؤل مجلس إدارة منظمة العمل العربية للرعاية السامية للرئيس بوتفليقة للمؤتمر العربي الأول للتشغيل والشباب المقرر عقده هذا العام بالجزائر، والاهتمام الذي يوليه للشباب والتشغيل على كافة المستويات.