تحتضن الجزائر من 15 إلى 17 نوفمبر المقبل ملتقى عربيا حول تشغيل الشباب، تنظمه منظمة العمل العربية بمشاركة وفود تمثل ثلاثية العمل في عدد من الدول العربية. وأوضحت المنظمة في بيان نشرته أمس أن هذا اللقاء سيناقش أوضاع تشغيل الشباب في العالم بوجه عام وفي الوطن العربي بشكل خاص مع استعراض بعض التجارب في هذا الشأن، وفي مقدمتها التجربة الجزائرية التي حققت نتائج معتبرة، كما سيتطرق المشاركون خلال اللقاء إلى مختلف الإجراءات و الإستراتيجيات المعتمدة للتقليص من حدة البطالة في الدول العربية على غرار استراتيجية التكوين التقني والمهني المرتبط بعقود العمل. وسيتم على هامش أشغال الملتقى حسب المصدر تنظيم ورشتي عمل، تخصص الأولى لإبراز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تشغيل الشباب، والتشغيل في القطاع غير المنظم، بينما تتناول الورشة الثانية التجارب الإقليمية والدولية لتشغيل الشباب وعرض تجارب رائدة لأصحاب الأعمال، إضافة إلى الأسلوب الأمثل لتدعيم برامج تشغيل الشباب من منظور اتحادات العمال ومساهمة الصناديق الاجتماعية ومؤسسات التمويل. ويأتي إعلان منظمة العمل العربية عن تنظيم هذا اللقاء الإقليمي الهام حول تشغيل الشباب بعد 4 أشهر من اجتماع مجلس إداراتها في دورته ال71 بالجزائر، برئاسة مديرها العام السيد أحمد حمد لقمان. وشكل هذا الاجتماع فرصة للمسؤولين الجزائريين لاستعراض مختلف التدابير التي اعتمدتها الجزائر من أجل تقليص نسبة البطالة وترقية التشغيل، بما فيها الإجراءات التحفيزية المعلنة لفائدة المتعاملين الاقتصاديين وتشجيعهم على فتح مناصب شغل للشباب في إطار إستراتيجية التشغيل التي تبنتها الدولة. وأوضح السيد الطيب لوح وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالمناسبة أن خطة عمل الجزائر لترقية التشغيل ومحاربة البطالة ترتكز على مقاربة اقتصادية قائمة على تشجيع الاستثمارات المولدة لمناصب الشغل والثروة وترقية المهارات عن طريق تكوين اليد العاملة وخاصة لدى الشباب، مضيفا في السياق أن الجزائر شقت طريقها نحو توفير مناصب الشغل باعتماد سياسة جلب الاستثمار وإنجاز الهياكل القاعدية وكذا سياسة الدعم عن طريق خلق المقاولات والمؤسسات الصغيرة من قبل الشباب، بالإضافة إلى سياسة التحفيزات الجبائية وشبه الجبائية التي يستفيد منها المستخدمون والمتعاملون الاقتصاديون الذين يوفرون مناصب الشغل، والتي تم تعزيزها في إطار قانون المالية التكميلي لسنة 2009. ومن أجل ترقية التعاون العربي في مجال التشغيل دعا السيد الطيب لوح إلى تفعيل المنظمات والآليات الداعمة للعمل العربي المشترك في جميع المجالات، مبرزا مختلف التحديات التي ينبغي على البلدان العربية رفعها في سياق عالم يعتمد على التكتلات الاقتصادية والسياسية وعلى بناء اقتصاديات قائمة على المعرفة.