أكدت السيدة وفاء شعلال، أن وزارة الثقافة والفنون وضعت ضمن استراتيجيتها، رعاية الممارسات الثقافية المتجذرة في المجتمع الجزائري، والاحتفاء بالموروث في كل تجلياته، وأضافت أن الشعر الملحون يتصدر الاهتمامات، ليس بوصفه ممارسة ثقافية وجنسا أدبيا فقط، بل أيضا باعتباره حاملا حقيقيا لتاريخ الجزائر، وحافظا مهما للأحداث والوقائع. تضمنت كلمة شعلال للمشاركين في المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون بمستغانم، أول أمس، أن للثقافة الجزائرية "وجوهها العديدة التي تحفظ لها الخصوصية والتميز، ولا شك في أن أغلب الحاضرين هنا، إنما جاؤوا استجابةً لتوقهم الثقافي لإحدى هذه الوجوه، التي تختص بها بلادنا دونًا عن غيرها، ألا وهو "الشعر الملحون" الذي نشأ وتطور واستمر من اليومي الجزائري بكل تجلياته عبر القرون. قالت الوزيرة "نعتبر المهرجان الوطني للشعر الملحون أحد المكاسب المهمة، ونحن ندعو إلى ضرورة أن تتطور مقاربة المهرجانات كافة، ومهرجاننا هذا على الخصوص في الطبعات القادمة، ليتسع تأثيره ويستمر، ويكون له مخرجات علمية ومعرفية وسوسيوثقافية موثقة، تفيد الدارسين والمهتمين وتوسع من مكانة القصيدة الشعبية بشكل عام". وأشارت إلى أنه "من خلال الشعر الملحون، قرأنا الحكايات الشعبية والملاحم والبطولات، وعرفنا سمات الجزائري منذ عشرات السنين، وتخيلنا المشاهد اليومية ونمط العيش وتعرفنا على الأجداد، إنه بحق مدونتنا الأهم، والتي تحتاج أن نوليها عناية أكبر، وأن نحفظها ونفاخر بها". للتذكير، تنظم خلال الطبعة الثامنة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون، ثلاث سهرات فنية بمشاركة 27 شاعرا من مستغانم ومعسكر والمسيلة وتيسمسيلت وتيارت وسيدي بلعباس والجلفة والشلف وعين الدفلى وبسكرة والوادي والجزائر العاصمة، وثمانية مؤدين للأغنية البدوية والطرب الشعبي. كما تحتضن المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "الدكتور مولاي بلحميسي"، اليوم السبت، ملتقى وطنيا حول "جزائرية الشعر الملحون وأسبقيته في المغرب العربي الكبير"، بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين من مستغانم وغليزان وبسكرة وورقلة والجزائر العاصمة، سيسلط الضوء على التراث الجزائري الملحون وجذوره التي تعود إلى عدة قرون. سيتم خلال هذا الملتقى، تقديم عدة مداخلات حول "البنية اللغوية في الشعر الملحون" و"جذور الملحون الجزائري" و"تأثير الزوايا والطرق الصوفية على الشعر في الجنوب الجزائري"، يضيف محافظ المهرجان، كما سيتطرق المشاركون إلى الشعر الشعبي الجزائري، باعتباره رائد ومرشد، وإلى شخصية الشاعر الجزائري سيدي لخضر بن خلوف كمريد للطريقة الصوفية القادرية، وإمامته للشعراء في هذا المجال التراثي "طرزا ووزنا وقياسا".