❊ بوغالي: المنظومة الإعلامية الوطنية قادرة على مرافقة الإصلاح وتحقيق الانتقال للجزائر الجديدة ❊ صناعة محتوى هادف لحماية الدولة الوطنية وصد الهجمات الخارجية شدّد المتدخلون في اليوم البرلماني حول "الإعلام العمومي والبيئة الاتصالية الجديدة...الراهن والمستقبل"، على ضرورة مواكبة وسائل الإعلام الوطنية للتطور التكنولوجي، من خلال صناعة محتوى رقمي فعال ورسالة إعلامية قادرة على استقطاب جمهور جديد يستخدم 80% منه الفيسبوك و60%، الأنترنت بصفة عامة، أي ما يعادل 26,6 مليون جزائري، حتى توفق وسائل الإعلام في مهمة صناعة رأي عام وطني، يدافع عن الدولة الوطنية ومقومات الأمة ويصد كل التهديدات الخارجية المختلفة. وتنوعت مداخلات أساتذة الإعلام بالداخل والخارج، حول الرهانات الحالية التي تواجه الجزائر ومدى قدرة وسائل الإعلام، لاسيما العمومية منها، على صناعة محتوى يتسم بطابع الخدمة العمومية تراعي الأولويات الوطنية في المجتمع، حيث تطرق رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي في كلمته الافتتاحية لليوم البرلماني، المنظم بمقر المجلس، من طرف كتلة الأحرار، الى الدور الكبير الذي تلعبه وسائل الإعلام في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاول المساس بالوحدة الوطنية والاستقرار الوطني، عبر بث رسائل مسمومة ومضللة للواقع ومهددة للوحدة الوطنية. ودعا إلى اليقظة لمواجهة المؤامرات والتهديدات، باستخدام تكنولوجيات الاتصال لحشد القوى الحية في البلاد والحفاظ على مقومات الأمة وتغذية المجتمع بالمعلومات والحقائق. و اعتبر رئيس الغرفة أنه في مقدور رجال الإعلام وكل المخلصين من أبناء الجزائر الأحرار الدفاع عن الجزائر وكشف كل الدسائس والأباطيل، مشيرا إلى أن الحراك الشعبي الذي مرت عليه 3 سنوات، أحسن مثال عن وجود قوة لدى الشعب الجزائري لتخطي الصعاب، والتوجه نحو بناء مؤسساتها الشعبية وفتح الورشات وتحيين القوانين لتتكيف مع الدستور الجديد. وأضاف أن المرحلة الراهنة تستدعي أن تكون المنظومة الإعلامية الوطنية العمومية منها والخاصة قادرة على مرافقة عملية الإصلاح الشامل وتحقيق أهداف التحول والانتقال إلى الجزائر الجديدة، داعيا رجال الإعلام لأن يكونوا في مقدمة المجتمع لصد الحملات الدعائية التي تحاك ضد المجاهدين وحملات تشويه الثورة المجيدة ورموزها. أما البروفيسور محمد قيراط، من جامعة "السلطان قابوس" بعمان، فربط بين التحوّل الرقمي الذي تشهده المعمورة، ووضع استراتيجية وطنية لمواكبة وسائل الاعلام للتحول التكنولوجي، مقدما بعض المعطيات ومنها أن 60% من الجزائريين يستخدمون الأنترنت، فضلا عن استخدام 106 % منهم للموبايل. ونصح المتحدث الهيئات الحكومية بالانفتاح أكثر على وسائل الإعلام، لضمان وصول المعلومة للمواطن والتعامل بشفافية، حتى لا تكون هناك هوة، داعيا البرلمان للاستثمار في وسائط التواصل الاجتماعي أكثر. في نفس السياق، تطرق الدكتور محمد شطاح، مدير برنامج الاتصال والإعلام بجامعة العين الإماراتية إلى السمات الجديدة للرسائل الإعلامية كالسرعة والشخصنة وتجاوزها لمعايير الزمن، من خلال امكانية إعادة مشادتها في أي وقت، داعيا وسائل الاعلام لمراعاة هذه الخصوصيات في تطوير مضامينها وتكيفها حسب السرعة الرقمية. كما أبرز المتحدث أهمية تقيد أهل المهنة بالمسؤولية الاجتماعية التي تراعى فيها الحرية الاعلامية وواجب حماية مقومات الدولة والمجتمع، حتى يكون لديها القدرة على التأثير السليم والإيجابي. وأعطى مثالا عن دور البرلمان الذي هو موجود لخدمة مصالح الشعب وأهمية وصوله للقاعدة، عبر الاستغلال الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي التي تعطي نظرة واضحة عن ما يجري في الميدان، وهي نفس النصائح التي قدمها استاذ الاعلام بجامعة عين الدفلى الحاج تيطاوني، الذي أكد على أهمية تكيف وسائل الإعلام مع التطور التكنولوجي وتوجهها نحو الرقمنة، حتى تكون قادرة على مواجهة حروب الجيل الرابع. وقدم المدير العام للإذاعة الوطنية محمد بغالي، برنامج العصرنة الذي تقوم به الإذاعة، حيث انتقلت إلى البث لمدة 24 ساعة على مستوى عدة إذاعات على غرار إذاعة القرآن الكريم وإذاعة سطيف، فيما ستنتقل الإذاعة الجهوية لميلة للبث على مدار الساعة في التاسع في مارس القادم. وكشف عن رقم متابعي الصفحات الوطنية للإذاعات وعدد المشتركين في الفيسبوك، حيث قدرهم ب13,5 مليون مشترك، معلنا عن تخصيص إذاعة بكل ولاية من الولايات 10 الجديدة، في حين تناولت مديرة جريدة "أوريزون" صليحة عاوس، مسيرة الكفاح التي قادها جيل الصحفيين خلال العشرية السوداء، معتبرة أن نفس الدور يجب أن يضطلع به رجال المهنة اليوم، لان تهديدات عديدة تواجه الجزائر. وتم في نهاية اليوم البرلماني تكريم بعض رجال الإعلام من مختلف المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة .