حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، الدول الغربية من مغبة إقدامها عل فرض منطقة حظر فوق الأجواء الأوكرانية بما يعني توسع أطراف الحرب التي دخلت يومها العاشر دون مؤشرات لاحتوائها. وقال الرئيس الروسي محذرا أن فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، أمر مستحيل ويمكن فقط فرضه انطلاقا من أراضي الدول المجاورة" في إشارة إلى الدول المنضوية تحت لواء حلف "الناتو"، مؤكدا أن كل إجراء من هذا القبيل يعتبر مشاركة في الحرب وتهديد للجنود الروس على أرض المعركة. ويأتي تحذير الرئيس الروسي بعد مقترح تقدم به الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، للحلف الأطلسي طالبه بفرض منطقة حظر جوي في سماء أوكرانيا من أجل تحييد القدرات الجوية الروسية. وهو مطلب رفضه حلف شمال الأطلسي، الذي لا يريد الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع روسيا بكل ما يحمل ذلك من تهديدات على أمن المنطقة وكل العالم. كما يأتي في وقت اعلن فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده طرحت خلال مفاوضاتها مع أوكرانيا شروطا واضحة ومتكاملة لوقف الحرب تشمل "نزع الصبغة العسكرية عن أوكرانيا واستئصال النازية فيها ووضعها الحيادي". وقال لافروف، إن موسكو تنتظر من كييف اعترافها بشبه جزيرة القرم جزءا من الأراضي الروسية، والاعتراف باستقلال إقليمي دونتيسك ولوغانسك ضمن شروط رفضتها كييف ومختلف الدول الغربية. ودخلت الحرب الروسية الأوكرانية، أمس، أسبوعها الثاني وسط تصعيد للعمليات العسكرية الروسية على جميع الجبهات في وقت أبدت فيه القوات الأوكرانية صمودا غير متوقع بفضل المعدات الحربية التي أمدتها بها مختلف الدول الغربية في محاولة لاستنزاف القوات الروسية. ففي الوقت الذي أعلن فيه الجيش الروسي أن وحداته فرضت طوقا عسكريا حول العاصمة كييف وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد لمحاصرتهما. ومع دخول الحرب أسبوعها الثاني، تعددت السيناريوهات حول البدائل والخيارات التي ستعرفها التطوّرات الميدانية في ظل الغموض الذي يكتنف الوضع العسكري في مختلف جبهات المواجهة العسكرية. وانحصرت قراءات المحللين الغربيين حول خمسة سناريوهات أساسية، أولاها بأن تكون هذه الحرب سببا في سقوط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما يأمله الغرب في توقع يبقى من الصعب تحقيقه بالنظر إلى القوة العسكرية التي تملكها روسيا. وهو ما جعل رأي آخر يستبعد مثل هذا السيناريو ويرجح قدرة روسيا على فرض منطقها واسقاط نظام كييف واستبداله بآخر موال لها.