نشط أطباء ومختصون في التغذية ونفسانيون، فعاليات الأبواب المفتوحة التي نظمتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان درقانة، حول داء السكري ورمضان، تحت شعار "رمضان والسكري" بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لمرضى السكري، تم خلاله تقديم النصائح اللازمة للمرضى الذين كانوا في الموعد، وحصلوا على المعلومات الكافية لإدارة النمط الغذائي والصحي لأنفسهم وعائلاتهم خلال أيام الشهر الفضيل، حيث تمت الإشارة إلى أن مرضى السكري من النوع الثاني، مسموح لهم الصيام شرط أن يتبعوا نظاما غذائيا سليما، فكلما نقصت المواد السكرية "السامة"، كان المريض في حال أفضل، حسب ما أكد الدكتور بوشندوقة عند افتتاحه الفعالية. أشار الدكتور بوشندوقة، أخصائي في علاج السكري، إلى أن المريض الذي يحقن الأنسولين حكمه شرعا هو أن لا يصوم لعدم قدرته على ذلك، وأن لديه رخصة ربانية تسمح له بالإفطار. أما مريض السكري من النوع الثاني، فهو مطالَب بتتبع النصائح حتى لا يقع بين فكي نزول أو صعود نسبة السكري خلال أيام الصيام، مع التأكيد على أهمية تجنب تناول الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر التي وصفها "بالسم" لمريض السكري، مضيفا: "إذا كان لا بد، فإن المسموح هو تناول ما يعادل قطعة واحدة أو قطعتين خلال شهر كامل، مع أهمية مواصلة النشاط البدني الخفيف إلى المتوسط في المساء، والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون مع اختبار مستوى الغلوكوز في الدم يوميا قبل وبعد ساعتين من الإفطار، وقبل السحور، وفي منتصف اليوم". وأكدت منسقة الاخصائيين النفسانيين فاطمة الزهراء غزالي في تصريح ل "المساء"، أن هذه الأبواب المفتوحة التي نظمتها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية درقانة، خلية التكوين الطبي المتواصل تزامنا مع الشهر الفضيل، بهدف إعطاء نصائح وتوجيهات لمريض السكري، ومرافقته طبيا ونفسيا، تقول: "شخصيا، أعمد، اليوم، إلى العمل على تغيير النظرة السلبية عن الأمراض المزمنة، ومنها السكري، في الشق النفسي، فتدخّلنا يتمحور حول التعايش الإيجابي، وكيف يكون الشخص أكثر التزاما في أخذ الدواء، مع التنبيه إلى أنه يجب على الشخص أن يتأقلم مع مرضه، ويرتب أموره خلال هذه الأيام المباركة وفي سائر أيام الحياة، فنحن نعمل على تصحيح الأفكار المغلوطة مع توضيح أن هناك من يلتزم وهو ما يساعد على التعايش الإيجابي الذي يُدخل الفرد في الحياة العادية". الأخصائية في التغذية نجود معلم، عرضت، من جهتها، النمط الغذائي الصحيح خلال رمضان، والمسموح والمنوع خلال الإفطار والسحور، حتى يكون الصائم المريض بالسكري من النوع الثاني، في أحسن حالاته، مؤكدة على أهمية تخفيف الكافيين والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة لأقصى حد، والتقليل من الأطعمة المالحة، والتركيز على الخضر الطازجة بسبب أليافها ورطوبتها العالية. كما إنها أقل تركيزا في السكر، مع التنبيه إلى ضرورة شرب الماء بين وجبتي الفطور والسحور. ومن جهته، فيصل أوحدة، رئيس الجمعية الوطنية لمرضى السكري، أكد في حديثه إلى "المساء"، أن الجمعية أطلقت الحملة منذ تلاثة أشهر، تحسبا للشهر الكريم، حتى يكون المرضى على اطلاع واسع بكل ما يتعلق بحالتهم الصحية خلال شهر الصيام، لا سيما أن مريض السكري لا بد أن يحترم النظام الغذائي والعلاجي الذي يصفه له الطبيب، حتى لا يشهد مضاعفات خطيرة خلال رمضان".