خرج وفدا المفاوضات الروسية الأوكرانية لأول مرة منذ شروعها في محادثات إنهاء الحرب المندلعة بين الجانبين منذ أكثر من شهر، بتفاؤل مشترك من جولة أمس التي احتضنتها مدينة إسطنبول التركية بعدما فتحت المجال لإمكانية عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني. وبلغة حملت الكثير من التفاؤل، وصف رئيس الوفد الروسي المفاوض، فلاديمير ميدينسكي، المحادثات التي جمعت وفده بنظره الأوكراني ب"الجوهرية"، مشيرا إلى أنه سيتم دراسة مقترحات كييف "الواضحة" وعرضها على الرئيس فلاديمير بوتين. واعتبر المسؤول الروسي هذه المرة، امكانية عقد لقاء بين الرئيسين الروسي والاوكراني في حال التوصل إلى اتفاق لوقف العنف في إشارة إلى إمكانية وقف موسكو لعمليتها العسكرية التي كانت استبعدت دائما مناقشتها في قائمة مطالب كييف. وفي رسالة من موسكو على تحقيق تقدم على مستوى هذه المفاوضات، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، بأن بلاده سوف "تقلص بشكل جدري من أنشطتها العسكرية باتجاه كييف وتشرننيكيف" في شمال البلاد. وأرجع المسؤول العسكري الروسي، اتخاذ مثل هذه الخطوة التي تصب في اتجاه التخفيف من حدة العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، لكون أن المفاوضات الجارية حول اتفاق بشأن "حياد" كييف قد دخلت مرحلة عملية". وكان الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، قد أكد أن قضية "حياد" أوكرانيا التي تشكل أحد "البنود المركزية" في المفاوضات مع روسيا لإنهاء النزاع "تدرس بعمق" بما يوحي أن كييف ربما تكون قد بدأت في تقديم بعض التنازلات لإقناع موسكو بوقف حربها بعد أن فشلت في اقناع حلف "الناتو" والدول الغربية في اقحامها مباشرة في هذه الحرب المستمرة منذ 24 فيفري الماضي والتي اعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها حققت أهداف مرحلتها الأولى في تقليص القدرات العسكرية للجيش الأوكراني. ونفس لغة التفاؤل، غلبت على تصريحات رئيس الوفد الأوكراني المفاوض، ديفيد أراخاميا، الذي اعتبر بأن الظروف أصبحت "كافية" لعقد قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفولودمير زيلينسكي كان الطرف الروسي قبل يوم واحد فقط قد استبعد تماما امكانية عقدها في ظل الظروف الراهنة في اشارة الى رفض كييف لمطالب موسكو لإنهاء الحرب. وأكد المفاوض الأوكراني أن بلاده تطالب ب"اتفاق دولي" توقعه عدة دول ويكون ضامنا بأن "تتحرك هذه الدول وفق المادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو وبطريقة صارمة" والتي تنص على أن أي عدوان على دولة من اعضاء المنظمة الاطلسية هو عدوان ضد جميع الدول الاعضاء. من جانبه تحدث وزير الخارجية التركية، مولود شاوش اوغلو، الذي تلعب بلاده دور الوسيط في هذه الازمة عن تحقيق الطرفين المفاوضين لتقدم وصفه بالبناء منذ بداية المفاوضات التي دامث ثلاث ساعات.