استعرض رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، مع سفير ماليزيابالجزائر، محمد فيزال رزالي، أمس، واقع العلاقات الثنائية بين البلدين والقواسم المشتركة التي تجمع شعبيهما. ووصف بوغالي، خلال الاستقبال العلاقات بين البلدين بالتاريخية والوطيدة، غير أنه أكد أنها "لم ترق بعد إلى مستوى تطلع البلدين بالنظر لما يملكانه من إمكانيات قادرة على تطويرها، خدمة لمصالح البلدين". ودعا إلى العمل على تحقيق، مزيد من التقارب رغم البعد الجغرافي، مذكرا بالاتفاقية الاقتصادية الموقعة بين البلدين في 1993 وكذا اتفاقية 2019 والتي أعربت فيها ماليزيا عن إقامة جامعة. ووصف ذلك بالأمر المهم كون "دولة ماليزيا جديرة بأن تؤخذ منها التجارب في جميع المجالات خاصة في ميدان التعليم والتكنولوجيا، حيث طورت نفسها في ظل الحفاظ على خصوصياتها وأصالتها وموروثها الحضاري وعلى دينها وثقافتها. وأوضح بوغالي، بخصوص المواقف السياسية بين البلدين أنها متشابهة إلى حد التطابق في العديد من القضايا، سواء الدولية منها أو الإقليمية قاسمها المشترك انتماء البلدين إلى منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز وكذا منظمة الأممالمتحدة". وأشار إلى تطابق وجهات النظر الثنائية أيضا في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية والمتاجرة بالسلاح وظاهرة التطرف وغيرها من المسائل، فضلا عن التنسيق المهم لتقوية المواقف في المحافل الدولية والدفاع عن الحق. وأبرز رئيس المجلس العشبي الوطني، أن نظام الغرفتين "يسهل التقارب بين البلدين ويتيح ترسيخ تقاليد التعاون" خاصة بعد تنصيب مجموعة الصداقة الجزائرية الماليزية مؤخرا والتي تشكل "لبنة جديدة لدفع التعاون بين برلماني البلدين وترقية العلاقات وتعميقها بما يخدم مصلحة الشعبين". من جهته، أعرب سفير ماليزيا عن "اعتزازه بالعلاقات الطيبة بين الجزائروماليزيا، مشيرا إلى أن الإمكانيات التي يمتلكها البلدان يمكن استغلالها أكثر، مشيرا في ذلك إلى المواقف المشتركة الثابتة خاصة حول القضية الفلسطينية، كما شكر بالمناسبة الجزائر على مواقفها القوية تجاه القضايا العادلة". وهنّأ السفير، المجلس على تنصيبه لمجموعة الصداقة، متعهدا بالعمل من أجل تنصيب مماثل بالبرلمان الماليزي. كما كشف في الجانب الاقتصادي عن ارتفاع حجم المبادلات بين البلدين بنسبة 25 بالمئة خلال العامين الأخيرين، حيث بلغت 300 مليون دولار، مؤكدا رغبته في تفعيلها أكثر. وقد استقبلت شركات ماليزية مؤخرا لديها رغبة في الاستثمار بالسوق الجزائرية الواعدة، خاصة في كل ما يتعلق بالمنتوج الحلال وكذا في قطاع الصيرفة الإسلامية والاقتصاد الرقمي". وبخصوص الجانب السياحي، قال إن "ماليزيا تعرف إقبالا من قبل السياح الجزائريين حيث بلغ عشرين ألف سائح"، فيما أشار إلى أن بلاده تقدم برامج لتطوير التقنيات للجزائر التي استفادت منها خلال الخمس سنوات الماضية . في ختام اللقاء أكد إبراهيم بوغالي، أن التجربة الماليزية في العالم والعالم الإسلامي لها مكانة رائدة، مضيفا أن الجزائر تتجه إلى أن تجعل من هذه السنة سنة اقتصادية بامتياز وهو الأمر الذي أكد عليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مضيفا بأن ذلك يعد فرصة للمستثمرين الماليزيين في إطار التبادل والتعاون في قطاعات الصناعة والتعليم والثقافة والسياحة وغيرها، مما يعمق روابط الأخوة ويقرب أكثر بين الشعبين.