شدّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس، على الأهمية القصوى التي يكتسيها المسجد في خدمة الأمة ومقوماتها الدينية واللغوية، لافتا في كلمة ألقاها بمناسبة إشرافه على افتتاح أشغال الندوة الجهوية الأولى لمفتشي ولايات الوسط ببومرداس، إلى أن المحافظة على مكانة المسجد ملقاة على عاتق الإمام الذي أضحى اليوم بحاجة الى توجيه خاص، وهي المهمة التي أوكلت، حسبه، لمفتشية التعليم القرآني والتوجيه الديني، كجهاز جديد مهمته الأولى توجيه عمل الأئمة وتصويب الخطاب الديني ومراقبة الأفكار الهدامة. وأكد بلمهدي أمام مفتشين عن 22 ولاية، أن المسجد أضحى اليوم في مواجهة تحديات كثيرة، أهمها الفضاء الرقمي والوسائط التكنولوجية التي فتحت منابر جديدة للفتوى، ما يجعل، حسبه، كلا من الإمام والمفتش أمام رهان الإلمام بهذا العالم الجديد والتعامل بالتكنولوجيا للتصدي لما تبثه بعض المواقع من سموم خطيرة، مشيرا في ذات السياق، إلى أن "معظم تلك السموم تأتي من دول معروفة، مجندة لكسر الجزائر سياسيا واقتصاديا وامنيا وكذلك دينيا". من جهة أخرى، لفت بلمهدي إلى كون وزارة الشؤون الدينية والأوقاف توسع نطاق عملها وكثرت هياكلها وتضاعف عدد المنتسبين لها، ما يجعل الحاجة لتطوير وترقية مفتشية التعليم القرآني والتوجيه الديني مهم جدا، وعليه جاء تنظيم الندوة الجهوية الأولى لمفتشي ولايات الوسط، لمتابعة المستجدات وتوحيد طرائق العمل بالسلك الديني على المستوى الوطني، حيث ستكون ندوة بومرداس متبوعة بندوات جهوية عبر الوطن، بهدف رسم مقاربة مناسبة لمواجهة التحديات التي يواجهها القطاع. وانتقد الوزير "بعض المنتقدين لهذا المسعى، من منطلق عدم حاجتهم المسبقة لمثل هذا التكوين"، ليرد بالقول "ليس المفتش شخصا إداريا وإنما هو عالم وفقيه، حافظ لكتاب الله ونموذج في الأخلاق"، موجها في هذا الصدد نداء للإمام حتى يكون خطابه الديني حذرا جمّاعا للأمة ومحاربا للعدو، "خطاب يكون حجرة صماء في وجه الاستعمار الجديد، وفي المقابل يحتاج لنصح وتوجيه المفتش.. وعليه ألا يعتبر ذلك عقوبة". كما أكد بلمهدي أن "الجزائر الجديدة بحاجة إلى كل أبنائها لتأسيس منظومة اقتصادية وتنموية قوية". وأضاف بأنه "بالرغم من وجود بعض الأطراف ممن يريد زرع البلبلة إلا أن المسجد يشهد استقرارا والرهان هنا على جهاز التفتيش لمراقبة الأفكار الهدامة"، معترفا بوجود بعض النقائص التي يجري العمل لتلافيها وتجاوزها بما يزيد في استقرار القطاع والرقي به. للإشارة، فقد أشرف الوزير ببومرداس، على وضع حجر الأساس لبناء مدرسة قرآنية بمسجد "ابن خلدون" ببلدية بومرداس أطلق عليها اسم الأستاذ المرحوم "عيسى ميقاري". كما دشّن مسجد "عقبة ابن نافع" بذات البلدية، ومدرسة قرآنية ببلدية أولاد عيسى. تنصيب إمام مفت في كل ولاية أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أمس، عن تنصيب إمام مفت في كل ولاية من ولايات الوطن، موضحا في المقابل بأن مسجد الجزائر الأعظم يبقى ينفرد لوحده بسبع أئمة للإفتاء. ولفت الوزير في تصريح على هامش زيارته لولاية بومرداس، أن الهدف من وراء هذا المسعى هو الارتقاء بالأداء الديني في المساجد "كي يكون التوجيه الديني متوافقا مع المرجعية الدينية للجزائر وبالتالي الحماية من أي انزلاق فكري". وأضاف بأن هذه الخطوة كانت مسبوقة بتنصيب اللجنة الوزارية المكلفة بانتقاء الموظفين المرشحين لشغل منصب الإمام المفتي، مشيرا إلى أن هذه العملية مستمرة لنهاية السنة، ضمن مستويات معينة. كما كشف عن تنظيم دورات تكوينية وطنية في مجال الإفتاء بالتعاون مع جمهورية مصر العربية.