مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تتعمق أكثر هوة الخلاف بين موسكو والغرب في ظل استمرار الاتهامات والاتهامات المضادة، ما غذى فتيل الأزمة المشتعلة وإطالة أمد الحرب المتفجرة منذ 24 فيفري الماضي. واتهمت في هذا السياق الرئاسة الروسية، أمس، الولاياتالمتحدة ب "صبّ الزيت على النار" بعد إعلانها تزويد الجيش الأوكراني بأنظمة صواريخ لصد الهجمات الروسية شريطة استخدامها لضرب الأراضي الروسية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن "خطة الولاياتالمتحدة هو محاربة روسيا بآخر أوكراني"، معتبرا أن تسليم تلك الصواريخ يفقد المسؤولين الأوكرانيين، الرغبة في استئناف المفاوضات السياسية التي بقيت في المربع الأول دون مؤشرات بإمكانية التوصل إلى أرضية توافقية لإنهاء الحرب عبر طاولة المفاوضات. ويأتي تحذير روسيا من تزويد كييف بأنظمة الصواريخ الأمريكية في وقت أعلنت فيه ألمانيا إرسال نظام دفاع جوي متطوّر لكييف قادر على "حماية مدينة كبيرة من الغارات". وأعلن المستشار الألماني، أولف شولتز، أن حكومته "قررت تزويد كييف بأنظمة الدفاع المضادة للطيران الاكثر تطورا التي تتوفر عليها بلاده والمعروفة باسم نظام "ايريس تي" الذي "سيسمح للأوكرانيين بحماية تامة لأكبر المدن في مواجهات الضربات الجوية الروسية". ويأتي قرار الحكومة الألمانية بإرسال هذه الأنظمة الدفاعية الجد متطورة إلى أوكرانيا بعد أن كانت هذه الأخيرة برلين على محدودية تزويدها بالأسلحة وهي التي تطالب بأسلحة أكثر تطورا وفتكا لمواجهة آلة الحرب الروسية. ورفضت الدول الغربية إلى حد الآن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا على الاراضي الاوكرانية كما يتفادى تزويد كييف بأسلحة هجومية، حيث اقتصر دعمها العسكري على إرسال معدات وتجهيزات وأسلحة عسكرية دفاعية بالدرجة الأولى دون المقامرة بإرسال قوات عسكرية أو أي أسلحة هجومية. واستشعرت كييف مخاوف الغرب من المخاطرة في الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا لما لها من عواقب وخيمة على الوضع ليس فقط في المنطقة وإنما على كل القارة الأوروبية. وهو ما جعل الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، يعبر عن اعتقاده بأن إنهاء الحرب في بلاده لن يتم إلا عبر طاولة المفاوضات.