استقبل المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، مساء أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية "مانيا" للمخرج إدريس بن حديد، وإنتاج جمعية "نسور المسرح" من تندوف، بالشراكة مع المسرح الوطني، والتي تتناول موضوع الخيانة الزوجية ضمن محور الشك الحاد الذي يؤدي إلى جريمة قتل، يندم عليها فاعلها بعد ذلك. نُسج العمل ببناء درامي تراجيدي بين زوجين "كامل" (إدريس بن حديد) و"مانيا" (أسماء مخناش)، حيث يدُبّ في نفس كامل، الشك بأن زوجته تخونه، ويعتقد أنها خبأت عشيقها في صندوق (موضوع على يسار الخشبة)، ثم سرعان ما يتجادل الاثنان جدلا فلسفيا في موضوع الحب، والشرف والوفاء. يقوم الزوج بتفتيش بيته وقد دخل على حين غفلة على "مانيا"، عسى أن يجد دليلا واحدا لإدانتها، لكنه يعجز، وقد بقي الصندوق مغلقا لم يفتشه، ذلك أن مانيا رفضت فكرة الشك، إنها لا تستحق هذا الريب، بل تستحق الحب، لكنهما سرعان ما يتذكران حبهما، ثم يعودان إلى وضعية الشد والجذب. وتناور مانيا زوجها كامل لتثير غيرته بشكل مستفز. وأمام هذه الحال تشتعل أفكار كامل، ويسيطر الشك عليه، ويتهمها بالخيانة والعهر. وتجني هذه المرأة الجميلة سبا كثيرا، لأنها أيضا كانت راقصة. يؤدي الصراع في الأخير إلى جرم قتل، لم يتوان كامل لحظة ليصفّي زوجته، ويشفي غليل الشك الذي شربه، وأضحى مريضا به، ثم يقوم بفتح الصندوق أخيرا، ليُصدم بوجود مجموعة من الذكريات الحُلوة التي جمعته بمانيا، تخلّد حبهما، ليجد نفسه نادما ندما شديدا على فعله الشنيع. زمن العمل المسرحي أقل من 50 دقيقة، وقُدم بالفصحى، التي أثقلت من متعة الفرجة، خاصة أن الحوار كان مكثفا بشكل غير مدروس. والإضاءة والموسيقى لم تدعما العرض ككل، غير أن الفكرة جيدة جدا، وقد استقت ملامح شكسبير في مسرحيته "عطيل"، في الشق المتعلق بالخيانة. والمسرحية من إنتاج جمعية "النسور للمسرح" بالشراكة مع المسرح الوطني الجزائري، ألّفها وأخرجها ومَثلها إدريس بن حديد. وساعده في الإخراج أحمد بن طاهر. وأعد السينوغرافيا هارون الكيلاني. ويتواصل عرض المسرحية مساء اليوم الخميس، وعصر غد الجمعة. وعلى الهامش، كشف جمال قرمي المدير الفني للمسرح الوطني، عن أن اتفاقية الشراكة مع جمعية "النسور للمسرح" من تندوف، ستليها شركات أخرى مع جمعيات مسرحية وتعاونيات من كل الوطن، وأن بيت "محيي الدين بشطارزي" سيبقى مفتوحا لهم جميعا، خاصة إن واجهتم ظروف صعبة للعرض.