من بين العروض التي قُدمت ضمن برنامج الأيام العاشرة لمسرح الجنوب بالمسرح الجوي "أحمد بن بوزيد"، مسرحيتان؛ الأولى تحمل عنوان "تنسيم" عن جمعية الفنون الدرامية من أدرار، والثانية "أنغوما" عن جمعية "النسور" من تندوف، وهما عملان ينقلان حكايتين لأسطورتين، عن قصة سيدة يهودية في منطقة تمنطيط، عانت من خيانة زوجها. أما قصة أنغوما فتتعلق بأسطورة إسبانية عن قتل الأطفال قربانا للشياطين. تلتقي المسرحيتان في اختيار سينوغرافيا قاتمة، يغلب عليهما السرد الطويل حد الملل. وبالنسبة لمسرحية "تنسيم" للمخرج عبد القادر رواحي ونص العيد شادي، فهي من المسرح التراجيدي، يحكي مأساة سيدة تدعى تنسيم، من بطش زوجها الخائن، وإذ صوّر المخرج هذه الحالة في بكائية فجة، وغلب على اللوحات المقدمة الصراخ والعويل الزائد عن اللزوم. أما مسرحية "أنغوما" للمخرج إدريس بن حديد ونص الكاتب محمد الكامل بن زيد، فهي من المسرح الذهني، ونصه وحواره من مسرح العبث أو اللامعقول، يحمل نظرة سوداء عن الحياة، وينتصر للموت والفشل. ويظهر جليا منذ البدء عندما تم اختيار أسطورة قتل الأطفال قربانا للشياطين، فمن الغريب نقل قصة من إسبانيا، وإسقاطها على المجتمع الجزائري رغم وجود قصص وأساطير كثيرة، يمكن أن تُستغل مسرحيا. من جهة ثانية، اختُتمت، الجمعة الفارط، فعاليات ورشتين؛ الأولى خاصة بالمسرح الإذاعي، أطرها الفنان عبد النور شلوش بمقر إذاعة الجلفة، وأخرى مخصصة ل "مسرح الاحتياجات الخاصة"، أطرها المخرج جمال قرمي بالمسرح الجهوي للمدينة. جدير بالذكر أن التظاهرة تعرف توافدا مقبولا من الجمهور، وهو ما يعكس تعطش الناس لهذه الأنشطة الثقافية، خاصة بعد عامين من الإغلاق؛ بسبب تفشي وباء كوفيد 19. كما يبين وجود ثقافة عالية في مجتمع الجلفة، مستمتعا بالعروض ونقدها ومناقشتها. وحسبما وقفت عليه "المساء" وهي تستقي بعض آراء الحضور، فقد أجمعوا على أن الحدث مكسب حقيقي للمدينة؛ عسى أن تدوم لاحقا.