كتب نصّها واختير الممثّلون فيها، وأقيمت كل التدريبات بتندوف، ليكون عرضها الشرفي، مساء اليوم، بقاعة العروض مصطفى كاتب بالمسرح الوطني الجزائري. إنّها مسرحية «مانيا»، تأليف وإخراج بن حديد دريس، وإنتاج «جمعية النسور للمسرح» بتندوف، بالشراكة مع المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي. كشف المؤلف والممثل والمخرج المسرحي بن حديد دريس، أنّ «العرض المسرحي «مانيا» عمل درامي اجتماعي له إسقاطات كثيرة على الواقع، يحاكي المشاكل الاجتماعية التي تمس العلاقة الزوجية، وخاصة تلك المتعلقة بالشك والخيانة». وأشار بن حديد خلال الندوة الصحفية التي نشطها، أمس بنادي «امحمد بن ڨطاف» بالمسرح الوطني الجزائري، إلى أنه يقصد ب «مانيا» الاسم الذي يرمز إلى مرض نفسي عصبي يولد عند صاحبه الوسواس والهلوسات، وهو اسم بطلة المسرحية «مانيا» التي تملك «شخصية فيها روح الغجر الشغوفة والمتمردة»، وهي أيضا الزوجة المتهمة بالخيانة من قبل زوجها والصراع النفسي والبسيكولوجي القوي بين الاثنين. وأضاف المخرج أنه تطرق في مسرحية «مانيا» للخيانة من مفهوم ازدواجية المعايير في المجتمع الشرقي، التي عادة ما تسمح للرجل ما تحرمه للمرأة، وهو الأمر الذي يراه مقززا جدا، مشيرا إلى أنه لا يتسامح شخصيا مع الخيانة، لكنه يحاول من خلال فصول مسرحيته فتح النقاش حول ازدواجية المعايير وأسبابها. وعبّر بن حديد عن رغبته في أن تعرض مسرحيته الجديدة في أماكن أخرى غير العاصمة، قائلا «أتمنى أن لا تركن المسرحية للزاوية، بل أن يتم تتوزيعها في كل الولايات، وتشارك في المهرجانات والمسابقات داخل وخارج الوطن». وجاء نص العرض المسرحي حسب المؤلف والمخرج بلغة شعرية مع بعض الرمزيات، كونه يدخل في إطار المدرسة الواقية. وتدور فصولها حول امرأة تدعى «مانيا» يشك فيها زوجها في خيانتها له، فيداهم المنزل على حين غفلة ويفتش المنزل شبرا شبرا إلا صندوق كبير، ولأنه يحبها حبا جما لا يجرؤ على التفتيش فيه، لأنّه ببساطة إن وجده هناك سوف يضطر إلى تطليقها أو حتى قتلها ليبقيا في مد وشد، فأحيانا يتذكّران حبهما وأحيانا تسرف هي في إهانته وإثارة غيرته، وأحيانا أخرى يقوم هو بتذكيرها بماضيها، حيث أنها غجرية ولأنها جميلة جدا كانت تمتهن الرقص يزداد شكه فيها فيتطور الصراع... ويقوم بأداء الأدوار ميخناش أسماء، وبن حديد دريس، في حين قام بالمساعدة في الإخراج بن طاهر احمد، وسينوغرافيا هارون كيلاني. وفي سياق آخر، شكلت الندوة الصحفية فرصة أمام بن حديد وطاقمهم للفصح عن الظروف الصعبة التي تم فيها اخراج العرض في غياب مسرح جهوي بتندوف، حيث قامت الفرقة بالتدريبات في قاعة صغيرة بالمركز الثقافي بتندوف تنقص فيها الإضاءة، وترتفع فيها درجة الحرارة». وأشار من جهته مساعد المخرج بن طاهر احمد، أن «مسرحية «مانيا» تجربة جميلة خضناها في تندوف، ورغم الظروف الصعبة كانت روح العمل أقوى..وجاء بعدها الانتقال نوعا ما من فضاء التدريبات الصغير الذي تنقصه الإضاءة إلى فضاء بشطارزي، الذي يوفر كل الإمكانيات لإنجاح العرض، ويسعى دوما إلى مساعدة التعاونيات والجمعيات الثقافية». وذكر بن حديد أنّ «جمعية النسور أول جمعية للمسرح في الجنوب، يعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1976، وهي من أول المطالبين برفع التجميد على مشروع المسرح الجهوي الذي قرر إنشاؤه في 2016. للإشارة، تعرض مسرحية «مانيا» لجمهور المسرح الوطني الجزائري أيام الأربعاء، الخميس والجمعة 08، 09 و10 جوان الجاري.