لاتزال بعض العائلات الأوراسية متمسكة بتقاليد الاحتفال بعيد الأضحى، ومحافظة على عادات المنطقة في إعداد أطباقها، حيث يقتصر يوم العيد بعد النحر، على إعداد الشواء من فواكه الأضحية، مع الإبقاء عليها لليوم الموالي، حتى تجف. كما يتم تحضير أطباق "الكسكسي و"الشخشوخة". وتجتمع العائلات على طاولات العشاء أو الغداء، وتتوالى زيارات الأهل للتغافر. ويتم تحضير لحم "الخليع" أو "القديد" كما يحلو للبعض تسميته، وهي عادة من عادات سكان المنطقة الموروثة أبا عن جد، حيث يتم حفظ اللحم بعد غمره بمادة الملح، في أوان نحاسية أم مصنوعة من الطين، لاستعماله، لاحقا، في فصل الشتاء، في طبق "البركوكس" أو ما يعرف في المنطقة ب "العيش"، الذي يتم إعداده من فتيل الدقيق بإحكام، بمهارات أنامل المرأة الشاوية من مادتي القمح أو الشعير حسب الاختيار، ويحضر بحبات الفول المجفف و"الفرماس"، وهو المشمش المجفف والحمص، فضلا عن مادة "الكليلة"، وهي مادة تصنع من اللبن بعد تسخينه وتجفيفه في شكل حبات مستديرة صغيرة، تضفي طعما آخر ل "البركوكس". كما يتميز بطعم خاص، ويتم تحضيره بالفلفل الحار. أما "الشخشوخة" سيدة أطباق سكان مدينة بريكة 88 كلم جنوبباتنة فتتفنن المرأة البريكية في إعدادها. ويسود الاعتقاد بأن "الشخشوخة" موطنها بريكة بدون منازع رغم أن المرأة الشاوية، هي الأخرى، تتقنها، ويكمن الاختلاف في إعداد التوابل المخصصة لطهيها. ويعرض باعة التوابل لحم "الخليع" المجفف في سوق الرحبة، بكميات كبيرة. ويعرف إقبالا من ربات البيوت لاستعماله في المناسبات المختلفة، للضيوف. وهناك أنواع عديدة للشخشوخة، أهمها "شخشوخة" و"لمسمن" و"أم الرزايم"، وهي كسرة تحضر بالماء والملح، وتهرس مباشرة بعد طهيها بطاجين مصنوع من مادة الطين، على خلاف "لمسمن" الذي يحضر فوق "طاجين" من حديد، ثم تهرس الكسرة في مهراس سواء نحاسي أو مصنوع من مادة الحطب، وتقطع إلى أجزاء صغيرة، ثم تقدم بمرق الخليع. ولا تخلو هذه الأطباق من مادة الدهان الحار، الذي يزيد من ذوقها المميز.