استشهد أربعة فلسطينيين من بينهم قيادي عسكري في الجناح المسلح لحركة "فتح" وأصيب عشرات آخرون في غارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، أمس، على مدينة نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة، وفي مواجهات عنيفة بالخليل يومين فقط بعد عدوانه الدامي على قطاع غزة. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الغارة الإسرائيلية التي راح ضحيتها ابراهيم النابلسي وهو قيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لحركة "فتح" تلاها تبادل لإطلاق النار بين المقاومين الفلسطينيين وجنود الاحتلال الصهيوني خلفت إصابة ما لا يقل عن 96 فلسطينيا، سبعة منهم حالتهم وصفت بالخطيرة. وأضافت أن الشهيدين الآخرين هما الشاب إسلام صبوح البالغ من العمر 25 عاما والطفل المراهق حسين طه الذي لم يتجاوز 16 عاما من عمره والذي أصيب بطلقات نارية طائشة اعتاد جنود الاحتلال على اطلاقها على الفلسطينيين بكل دم بارد ولا يهم من يسقط قتيلا طفلا كان أم امرأة أم شيخا كبيرا، المهم إراقة مزيد من دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني. كما استشهد فلسطيني رابع وهو مؤمن جابر في سن 17 عاما متأثرا بجروح تعرض لها إثر مواجهات عنيفة اندلعت، أمس، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مدينة الخليل إلى جنوبالضفة الغربية. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن مؤمن جابر توفي متأثرا بجروح حرجة أصيب بها خلال مواجهات في منطقة "باب الزاوية" وسط الخليل، موضحا أن جابر نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج وأدخل إلى غرف العناية المكثفة جراء إصابته برصاص متفجر في الصدر "اخترق القلب" قبل أن يعلن عن وفاته. وفي موكب جنائزي مهيب، شيّع سكان نابلس الشهداء الثلاثة إلى مثواهم الأخير في مشهد امتزجت فيه مشاعر الحزن مع الغضب لما يقترفه المحتل الصهيوني من جرائم بشعة يندى لها الجبين في حق الفلسطينيين تحدث على مرأى العالم أجمع الذي لا يزال في موضع المتفرج بدليل أن هذا العدوان الجديد على نابلس يأتي يومين فقط بعد انتهاء العدوان الدامي على قطاع غزة الذي راح ضحيته 44 شهيدا من بينهم 16 طفلا وأكثر من 300 جريح ناهيك عن الدمار الكبير الذي خلفه في هذا الجزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى وقع هذا العدوان الجديد والمتجدد، اتهم نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الحكومة الاسرائيلية بانها غير مهتمة لا بالهدوء ولا بالاستقرار وبأنها تقتل الفلسطينيين لأسباب سياسية داخلية في اشارة الى المشهد السياسي المضطرب في الكيان العبري. من جانبها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، ضد الفلسطينيين في مدينة نابلس وبلدتها القديمة، واعتبرتها جريمة جديدة في حرب الاحتلال المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني. واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن هذه الجريمة حلقة جديدة في حرب الاحتلال المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وحقوقه العادلة والمشروعة، وامتداد لمحاولات الاحتلال لكسر إرادة الصمود والمواجهة لدى أبناء الشعب الفلسطيني وفرض التعايش مع الاحتلال كأمر واقع يصعب تغييره، محملة الحكومة الصهيونية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة البشعة ومخاطرها على ساحة الصراع ونتائجها الكارثية على فرصة إحياء عملية السلام. وشدّدت على أنها تتابع هذه الجريمة النكراء مع المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة، وتطالبها بمحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وبوقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا والصراعات والأزمات الدولية. والمؤكد أن إسرائيل التي وقعت قبل يومين فقط هدنة هشة مع حركة الجهاد الاسلامي بوساطة مصرية تريد الهاء رأيها العام عن المشاكل التي تتخبط فيها طبقتها السياسية بدليل أنها وبعد يومين فقط من إنهاء عدوانها الغاشم على غزة، لم تنتظر طويلا لتقصف نابلس وتهدر مزيد من الدم الفلسطيني. وفي ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية، خرجت مسيرة احتجاجية بنابلس واجهتها قوات الاحتلال كما جرت العادة بالقمع بما تسبب في اصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي، في حين أصيب سبعة اخرون بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال.