دعت البروفيسور المختصة في علم النفس آمال بن عبد الرحمان، الأولياء وتحديدا الأمهات، إلى مباشرة التهيئة النفسية لأبنائهم تحسبا للدخول المدرسي، مشيرة إلى أن الأم هي الأقدر، بحكم قربها من أبنائها، على التدخل للحد من استعمال بعض الأدوات التي تعود عليها بفعل العطل؛ كاللعب بالهواتف الذكية بدون قيد أو شرط، أو تمضية طوال اليوم في الألعاب الإلكترونية؛ "ألعاب بلاي ستايشن". أكدت البروفيسور بن عبد الرحمان في معرض حديثها مع "المساء"، أن الألعاب الإلكترونية انتشرت بشكل كبير بين الأطفال وفي سن مبكرة جدا، وتسببت في إدمان بعضهم العالم الافتراضي، وأصبحت تشكل تهديدا لهذه الفئة، وأثرت على حياتهم النفسية، وحتى على صحتهم الجسدية، بسبب المكوث لفترات طويلة على الكرسي للعب، على خلاف الألعاب التقليدية، التي كان من السهل على الأولياء تحضير أبنائهم لها، بحكم أنها عبارة عن حركات وأنشطة تتم في الهواء الطلق كلعب "الغميضة"، التي ساهمت في نموهم وإبداعهم، مشيرة إلى أن عملية التحضير للدخول المدرسي غاية في الأهمية لإخراج الأبناء من دائرة الإدمان، من خلال تقييد عملية اللعب بالأجهزة الذكية، والتقليل من مدتها، والدفع بالأبناء إلى تقسيم وقتهم، والتواصل مع الآخرين، ومن ثمة الحد من مدة اللعب. وتقترح المختصة في علم النفس جملة من الحلول البسيطة، التي من شأنها مساعدة الأولياء على تهيئة أبنائهم، ومنها كتابة الأهداف المنتظرة من السنة الدراسية الجديدة. وفي هذا الخصوص تقول: "ندعو الأمهات إلى تسطير جملة من الأهداف التي ينتظر الوصول إليها، ومنها رسم الاستراتيجية التي من شأنها أن تساعدهم على النجاح، من خلال تسجيل النقاط المرجو تحقيقها". وتشرح: "فمثلا إن كان لها ابن على موعد مع امتحان نهائي، تسطر، منذ البداية، الطريقة التي يمكن اتباعها، والشروط المطلوبة من أجل تحصيل النجاح، حيث تكون بمثابة خطة لبداية الموسم الدراسي، لأن الأهداف سبق لها وأن حددتها، وبالتالي يبقى، فقط، العمل والسعي إلى تحقيقها"، مشيرة في السياق، إلى أن هذه الطريقة أثبتت نجاحها في بعض الأسر التي سبق أن طبقتها، لأنها تساهم، إلى حد كبير، في التخلص من الكسل قبيل الدخول المدرسي، لأن العقل بُرمج على العودة، والتخطيط لها. ومن جملة الحلول المقترحة أيضا للتهيئة النفسية، الدفع بالأبناء إلى إخراج مستلزمات الدراسة لتفقّدها، وتحضير المكتب وتنظيفه، وإعطائه وجها جديدا تحسبا للعودة، والشروع رفقة الأبناء، في اقتناء الأدوات المدرسية، وكل هذه الخطوات رغم كونها بسيطة وعادية، إلا أن تأثيرها كبير على الجانب النفسي، لأنها بطريقة ما، تساعد على تحضير العقل البشري لتقبّل فكرة العودة وانتهاء فترة العطلة والراحة، مؤكدة أن عملية التحضير لن تنجح إلا بالعمل في نفس الوقت، على التقليل، قدر المستطاع، من استعمال الهواتف الذكية، وجذب الأبناء نحو كل ما له علاقة بالعملية التعليمية. وحسب المتحدثة، فإن نجاح عملية التحضير تلعب فيه الأم دورا هاما، لذا لا بد من أن تحسن اختيار الوقت المناسب للشروع في عملية تحضير الأبناء وجعلهم يشعرون بفرحة العودة، ولو كان ذلك بشراء ملابس جديدة حسب إمكانيات كل عائلة طبعا.