يعتاد الطفل بعد أشهر من العطلة على جو الراحة والاستجمام واللعب مع الأقران بالإضافة إلى الخروج ولو لمرات معدودة إلى البحر والتنزه، ويبقى أكثر ما يرتبط به الأطفال في وقتنا الحالي خلال العطل هو اللعب الإلكتروني والجلوس أما الكمبيوتر لساعات طويلة، ما يصعب عليهم فكرة العودة إلى الدراسة وبذل الجهد والتركيز، والأهم من ذلك هو ترك ألعاب الفيديو جانبا. تواجه الأسرة والأم بشكل خاص تحديا كبيرا مع كل دخول مدرسي جديد، يتمثل في تشجيع الأبناء على استئناف الدراسة بسعادة وروح مرحة، خصوصا وأنهم اعتادوا على التأخر في النوم والاستيقاظ، فضلا عن اللعب كما يحلو لهم طوال النهار، وعليه تحرص الكثير من الأمهات على الرجوع بالطفل تدريجيا إلى جو الدراسة قبل أيام من عودته الفعلية حتى يتأقلم بسرعة، وذلك من خلال تنظيم مواعيد نومه وغيره من التفاصيل الكفيلة بصناعة الفرق. وتؤكد غنية، وهي أم لطفلين يدرسان في الطور الابتدائي أنها وقبل أيام من عودة المدارس، تقوم بتعويد طفليها على النهوض باكرا، حتى يستفيقوا يوم الأحد وكلهم نشاط وحيوية، والأهم من ذلك أنها تعود بهم إلى جو القراءة بشكل لطيف، مشيرة إلى أنها اقنت لهم منذ أيام مجموعة من قصص الأطفال لترويها لهم كل مساء، كما يقوم الولدان أنفسهم بالقراءة أيضا، وأضافت غنية بأن اقتناءها للحقائب والأدوات المدرسية الجديدة يجذب الأطفال حتما ويشجعهم على الدراسة، أما حياة، فقد أوضحت بأن ابنتها الصغيرة ترحب كثيرا بفكرة العودة إلى المدرسة، وذلك لشوقها الكبير إلى الالتقاء بصديقاتها من جهة وإلى التعلم من جهة أخرى كونها تلميذة ذكية ونجيبة وعادة ما تكون محبوبة من قبل المعلمين. إدمان ألعاب الفيديو يؤثر على التحصيل الدراسي للطفل تشكو معظم الأمهات من إدمان صغارهن على الإنترنت والألعاب الإلكترونية أثناء العطلة الصيفية، حيث يقضون ساعات طويلة في اللعب والاستمتاع بهذه الأجهزة التي لها من الإثارة والتشويق ما يشد انتباههم لدرجة أن الطفل ينسى أن يأكل ولا يفضل الخروج من المنزل للعب مع أصدقائه، وأكثر ما يثير مخاوفهم هو أن تؤثر هذه الألعاب على مسيرتهم الدراسية خصوصا وأننا على أبواب الدخول المدرسي، حيث عبرت آمال على قلقها الشديد تجاه إدمان ابنها على الإنترنت والألعاب الإلكترونية، فأكدت قائلة: "أخاف أن يتكاسل ابني على أداء واجباته الدراسية نتيجة ارتباطه بألعاب الفيديو كما كان الحال في العام الماضي، حيث اقترب من الفشل وكاد يكرر السنة لهذا السبب، وكان يتعامل معي بعصبية شديدة في حال طلبت منه ترك الحاسوب والألعاب والانتباه إلى دراسته، وقد كان يهمل دراسته بشكل كبير، ولا يؤدي واجباته حتى آخر الليل، فلا يستفيد منها بالشكل اللازم". ومن المعروف أن جلوس الأطفال يوميا ولساعات طويلة أمام ألعاب الفيديو العنيفة يؤثر سلبا عليهم من الناحية الصحية والنفسية والدراسية لاسيما إذا لامست حد الإدمان، فهي تساهم بشكل كبير في ميل الطفل إلى الانطواء، كما تشغله عن أداء واجباته الدراسية وتسبب له الصداع والإجهاد العصبي والتعب وتعرض العين للإجهاد والخطر، حيث يحذر أطباء العيون من التأثير السلبي الذي يسببه الجلوس لساعات أمام هذه الأجهزة، فهي تؤدي إلى إصابة العين بالجفاف خاصة عند مستخدميها من الأطفال، فكما لهذه الألعاب الفضل في شغل الطفل وجعله يستمتع بوقته دون إجبار والديه على اصطحابه خارجا للتنزه، فإنها تتسبب في تعوده عليها بشكل مفرط، وعليه يتعين على الأم أن تكون حذرة حيال تقسيم وقت الطفل لاسيما خلال الدراسة بين مراجعته للدروس والقيام بواجباته، أما اللعب الالكتروني فيمكن السماح به في نهاية الأسبوع وخلال العطل، كما عليها أن تشرح له أهمية العلم وفضله في بناء مستقبله وشخصيته. آمنة/ ب