بدأ الحديث في العاصمة الغابونية أمس عن الشخصية التي ستخلف الرئيس عمر بانغو اوديمبا في قيادة هذا البلد حتى قبل وصول جثمانه إلى ليبروفيل لتفادي دخول هذا البلد في دوامة حالة لا استقرار كما حدث في عدة دول افريقية أخرى بمجرد رحيل رؤسائها الكاريزميين. وفي مسعى لمنع الوصول إلى هذا الوضع فقد وقع أعضاء الحكومة الغابونية بالإجماع على وثيقة أخطروا فيها المحكمة العليا الدستورية بحالة شغور السلطة يوما بعد إعلان وفاة الرئيس عمر بانغو. وقال وزير الداخلية الغابوني اندري مبا اوبامي أن اجتماع مجلس الحكومة إنما جاء من اجل إعطاء إشارة قوية لكل التأويلات والتصريحات والمشاريع المكيافيلية التي أدلى البعض هنا وهناك وخاصة وزير الدفاع علي بن بونغو اوديمبا النجل الأكبر للرئيس الراحل، وأضاف "أننا اتبعنا من خلال هذا الاجتماع الطريق الدستورية". وكانت عدة تصريحات وكتابات صحفية تداولت اسم نجل الرئيس الراحل علي بن بونغو اوديمبا البالغ من العمر خمسون عاما والذي يشغل حقيبة وزير الدفاع ورئيس حزب الرئيس لاستخلاف والده في هرم السلطة الغابونية. يذكر أن مواد الدستور الغابوني تنص على انه في حالة حدوث شغور في منصب رئيس البلاد لسبب أو لآخر أو بقرار من المحكمة الدستورية أو من طرف غرفتي البرلمان فإن السلطة تؤول إلى رئيس مجلس الشيوخ لفترة انتقالية. وهو ما جعل السيدة روز فرانسين روغومبي البالغة من العمر 66 عاما ورئيسة مجلس الشيوخ تضمن رئاسة الغابون بالنيابة حيث ستوكل لها مهمة تنظيم انتخابات رئاسية في أجل لا يتعدى 45 يوما بعد توليها لمهامها. وبدأ الحديث عن خلافة الرئيس الغابوني منذ مدة وسط مخاوف من احتمالات وجود صراع حاد بين مختلف القوى الفاعلة في هذا البلد والذي تمكن الرئيس الراحل من احتوائه بعد أن شكل رمز الاستقرار منذ استقلال البلاد قبل 41 عاما. وينتظر أن يتم نقل جثمان الرئيس الراحل البالغ من العمر 73 عاما يوم غد الخميس إلى العاصمة ليبروفيل حيث سيوارى التراب انطلاقا من أحد مستشفيات مدينة برشلونة الاسبانية. وتحسبا لهذا الحدث أعلنت بلدية العاصمة ليبروفيل عن إغلاق المقاهي والملاهي الليلية ومنع التجمعات في الأماكن العامة في كل أحياء العاصمة حتى إشعار آخر بسبب وفاة الرئيس عمر بونغو. كما قررت وزارة الدفاع إغلاق حدود البلاد في إطار إجراءات وقائية كما قررت نشرت قوات على كل أراضى البلاد وضمان أمن المواقع والمباني الإدارية الحساسة. ودعا نجله ووزير الدفاع عامة الشعب الغابوني إلى التحلي بالهدوء. وبدأت التأويلات حول قدرة الرئيسة بالنيابة من تنظيم الانتخابات في الآجال المحددة بعد 45 يوما من الآن وهو ما دفع متتبعين إلى القول بإمكانية التوصل إلى اتفاق لتمديد آجال تنظيم الانتخابات الرئاسية. وبدأت الصحف الغابونية التركيز في تحاليلها على مسألة خلافة الرئيس بونغو وما إذا كانت السلطة في هذا البلد الإفريقي ستبقى محصورة في أوساط عائلة الرئيس الراحل ونجله وزير الدفاع أم أن الانتخابات الرئاسية ستؤول إلى شخصية أخرى لن تكون بالضرورة علي بونغو الرجل القوي في البلاد. وشهدت العاصمة الغابوينة منذ صباح أمس نشر تعزيزات أمنية كبيرة في المناطق الحساسة في العاصمة ليبروفيل ومنها مقري الإذاعة والتلفزيون وعلى مقربة من مقري البرلمان والشيوخ ومختلف الوزارات والتمثيليات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد. وقد أعلنت حالة الحداد في البلاد في وقت أجمعت فيه مختلف الصحف الصادرة أمس على ضرورة مواصلة اتباع مبادئ الراحل في إدارة شؤون البلاد والتي يركز فيها على تغليب الوحدة والابتعاد عن كل ما يقسم الأمة الغابونية".