قُتل شخصان على الأقل يوم الجمعة في بورجنتي العاصمة الاقتصادية للغابون، فى أعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية الغابونية، و أكد نائب من بور جنتي وفاة الشخصين. واستمرت مساء الجمعة في المدينة عمليات النهب والاضطرابات التي اندلعت يوم الخميس الماضي، بعد الاعلان عن فوز علي بونغو نجل الرئيس الراحل عمر بونغو بالانتخابات الرئاسية. وفرض حظر التجول من الساعة الثامنة مساءً الى الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي في بور جنتي. وكررت فرنسا أمس توصيتها الى رعاياها فى الغابون بتجنب التنقل، وأدانت أعمال العنف التى تلت الاعلان عن فوز علي بونغو والتي استهدف البعض منها مصالح فرنسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه ان العشرة الاف فرنسي الذين يعيشون في الغابون، مدعوون الى ملازمة منازلهم وتجنب التنقل. واضاف ان بلاده تدين''أعمال العنف غير المقبولة سواء استهدفت الغابونيين او فرنسا''. وقد أُحرقت القنصلية الفرنسية فى بور جنتي يوم الخميس، وتعرض متظاهرون لمصالح شركتي توتال وشلومبرغر الفرنسيتين. واندلعت الاضطرابات في الغابون بعد الاعلان يوم الخميس عن انتخاب على بونغو 50 عاما الابن البكر للرئيس الراحل لولاية رئاسية مدتها سبع سنوات إثر فوزه ب 73,41 في المائة من الاصوات، في انتخابات يوم الأحد الماضي، متقدما على اندريه مبا اوبامي وزير الداخلية السابق وباير مامبوندو المرشح المستقل، ورفض خصومه هذه النتائج. ويخلف على بونغو والده عمر بونغو اوديمبا الذي توفي مطلع جوان، بعد 41 سنة من الحكم. من ناخية ثانية، ناشدت مفوضية الاتحاد الإفريقي جميع الأطراف في الغابون ممارسة أقصى درجة من ضبط النفس، وعدم اللجوء للعنف، والامتناع عن أية أعمال قد تؤدي إلى تقويض السلم والاستقرار في البلاد. وذلك عقب اندلاع اعمال عنف هناك بعد الاعلان عن فوز علي بونغو في الانتخابات الرئاسية المبكرة. وقالت المفوضية في بيان صحفي أصدرته مساء الجمعة بهذا الصدد أنها تتابع عن كثب الموقف السائد حاليا في الغابون، وتحث جميع القادة السياسيين المعنيين على إبداء شعور عميق بالمسؤولية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ البلاد، وتخص في هذا الصدد المسؤولين عن العملية الانتخابية المطالبين بالبحث عن حلول وفقا للقانون. كما اكدت المفوضية على ضرورة سعي جميع الغابونيين بجدية، لمجابهة التحديات التي تواجهها البلاد، سواء فيما يتعلق بتعزيز العملية الديمقراطية أو التنمية الاقتصادية وتماسك النسيج الاجتماعي للبلاد . وأضافت المفوضية أنها تعتزم إيفاد رئيس الوزراء السنغالي السابق مصطفى نياسي مبعوثا لها إلى العاصمة الغابونية ليبرفيل، لمواصلة المساعي الرامية لاستكمال الفترة الانتقالية، التي بدأت بوفاة الرئيس عمر بونغو في 8 جوان الماضي. و أشارت إلى أن نياسي سبق له زار ليبرفيل قبيل الانتخابات خلال المدة من 24 إلى 29 من اوت المنصرم، حيث التقى مع السلطات الغابونية والطبقة السياسية وممثلي المجتمع المدني والمجتمع الدولي هناك. وأعربت المفوضية الإفريقية عن أملها في أن يلقى نداءها في هذا الصدد آذانا صاغية، وأن تتضافر جهود جميع المعنيين بالأزمة في الغابون الذين يتحلّون بالنوايا الحسنة، من أجل تجنيب الشعب الغابوني متاعب ومشاكل يمكن أن تجد حلولا عبر الحوار الديمقراطي واحترام النظام الدستوري على نحو يرضي الجميع.