وفاة بانغو تخلف فراغا سياسيا كبيرا دخلت دولة الغابون في حداد على رئيسها عمر بونغو اونديمبا (73 عاما) الذي توفي أول أمس خلال تلقيه العلاج في إحدى المصحات بمدينة برشلونة بإسبانيا. * ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأت معركة الخلافة وسط مخاوف في هذا البلد الغني بثروات نفطية ومعدنية، باعتبار أنه ليس هناك خليفة معين، بالإضافة إلى وجود رغبة جامحة لدى العائلة في الاحتفاظ بكرسي الرئاسة وعدم التنازل عنها لأي كان، مع العلم أن نجل الرئيس الراحل يتولى وزارة الدفاع منذ 1999. * ويقول مراقبون أن والده كان قد قصد هذا التعيين لتفادي أي انقلاب عسكري وأيضا لوضعه في موقع يهيئه لخلافته. وقررت الحكومة فور الإعلان عن خبر وفاة الرئيس إغلاق حدود البلاد ومنع التجمعات في الأماكن العمومية تفاديا لحدوث أي طاريء. ومن المقرر أن ينقل جثمان الرئيس الراحل يوم الجمعة إلى ليبرفيل، حيث ستنظم له مراسيم وداع بحضور ممثلين عن سلطات دولية. * وقد أثارت وفاة هذا الرجل ردود فعل كثيرة من طرف شخصيات سياسية وعدد من قادة العالم والقارة الإفريقية وصفوه ب "الصديق" و"الحكيم". وفي هذا الصدد أرسل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى رئيسة الجمهورية الغابونية بالنيابة السيدة روز فرانسيس روغومبي قال فيها "أن أبناء الغابون وإفريقيا جمعاء سيحتفظون للرئيس الراحل بونغو ذكرى رجل وفق بفضل شجاعته واستماتته ونفاذ بصيرته السياسية في نصرة الحرية وفي السير بالغابون قدما على درب التقويم والرقي". * وفي موضوع الخلافة التي غالبا ما تثير المشاكل في القارة السمراء، يتوقع محللون أن تكون هناك صعوبة في هذا الخصوص وخاصة بالنظر ما حصل في بلدان أفريقية قريبة في أعقاب وفاة رؤساء عمروا طويلا في الحكم دون إرساء قواعد ديمقراطية ودستورية سليمة تضمن تداول السلطة سلميا. وبغض النظر عن نجل الرئيس الراحل "49 عاما" الذي يقال أنه يملك حظوظا أوفر،فداخل الحزب الديمقراطي الحاكم سيكون هناك تنافسا وخاصة وزير الداخلية اندريه مبا اوبامي،وهو صديق نجل الرئيس ويقود معه تيار "الإصلاحيين" داخل الحزب الديمقراطي. كما يطمح ادريس نغاري "60 عاما" الذي يعد من رجالات النظام ويشغل منصب وزير الصحة إلى الوصول إلى الحكم،وهو يحظى بتأييد شريحة لا يستهان بها داخل الغابون. * وفي الطرف الأخر، هناك وجوه معارضة ترى أن من حقها السلطة والحكم بعد حكم عمر بونغو الذي استمر أكثر من 41 عاما، ومن بين هؤلاء بيار مامبوندو وزخريا ميبوتو وكذلك بول مبا ابيسولي.. ويفترض مبدئيا أن تنظم انتخابات رئاسية بعد 45 يوما من وفاة رئيس الدولة. وفي هذا الصدد، يشير مصدر مقرب من الرئاسة إلى إمكان التوصل إلى تسوية بما في ذلك داخل المعارضة لتنظيم عملية انتقالية حتى نهاية الولاية التي بدأها عمر بونغو في العام 2012.