كشف مختصون في طب الأورام عن وجود خمسة أورام خبيثة تتربص بالجزائريين، مع تسجيل انفجار خطير في حالات الإصابة بسرطان المستقيم والبروستات. وأشار المختصون، خلال يوم دراسي حول أهمية التلقيح ضد التهاب فيروس الورم الحليمي، إلى وجود خمسة سرطانات تتربص بالجزائريين، وهي الثدي والرئة وعنق الرحم مع تسجيل انفجار كبير في عدد حالات الإصابة بسرطان القولون والبروستات. وكشف مدير معهد باستور الجزائر، البروفيسور فوزي درار، أن التشخيص المتأخر للسرطان، على غرار سرطان عنق الرحم، وراء ارتفاع عدد الحالات، مشيرا إلى أن الالتهابات التي تصيب المرأة قد تتطور إلى سرطان، موضحا أن التلقيح في سن مبكرة يضمن حماية أكبر لها، مع تقديم العلاج في الوقت المناسب. وشدّدت البروفيسور، دوجة حمودة، المتخصصة في مجال البحث حول السرطان، بالمعهد الوطني للصحة العمومية، على أهمية الوقاية والتحسيس والتربية الصحية للمواطن، مثمّنة قدرات الجزائر في القيام بهذه المهمة وبعث المخطط الوطني لمكافحة السرطان، واصفة المبادرة بالرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقالت الدكتورة، إن التلقيح ضد سرطان فيروس الورم الحليمي، يجب إقراره لكل الفتيات بداية من سن 15 سنة، لضمان حمايتهن بنسبة 90 من المائة مستقبلا ، وفي حال تجاوز هذا السن، تتراجع نسب الوقاية حيث تصل إلى 70 من المائة في حال بلوغ سن 35 سنة. وأضافت أن سرطان عنق الرحم يعد ثاني أنواع السرطانات الذي تصاب به المرأة، إذ يشكل 10,5 من المئة من السرطانات الأنثوية، كما تصنف الجزائر من الدول ذات المستوى المتوسط من حيث انتشار عدوى هذا السرطان، مشيرة إلى أن التشخيص عند الكثير من النساء عادة ما يكون في مرحلة متأخرة. وأكدت المختصة، أن 78 من المائة من الإصابات بسرطان الرحم سببها الرئيسي فيروس "إش. بي. في" من نوع 16، والذي يتسبب في 62,3 من المائة من حالات السرطان، و" إش. بي. في" من نوع 18. من جانب آخر، نوّهت المختصة بأهمية السجلات الولائية للسرطان لكل ناحية من الوطن، مع وجود سجل وطني يعمل في إطار شبكة تساعد على تحسين الوضعية في الجزائر، والعمل على تطويرها مما سيضمن نتائج جيدة والتحكم في الوضع مستقبلا. وقالت الخبيرة، إنه يجب استغلال سجلات السرطان في الولايات، التي أعطت التجربة نتائج جد مقبولة واستغلالها من أجل مكافحته والوقاية منه. وأكد الخبراء، أن الوضعية السرطانية بالجزائر غير مقلقة، مقارنة بنظيرتها في الدول المتقدمة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحين أن معدل انتشار الإصابة بالسرطان لا يدعو إلى القلق، حيث تقدر عدد الحالات الجديدة ب100 حالة سنويا لكل 100 ألف ساكن. وقدر المختصون عدد الإصابات الجديدة السنوية المسجلة، استنادا إلى توقعات المعهد الوطني للصحة العمومية بين 40 ألف و50 ألف حالة وهي أقل بكثير من المعدل الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية. ومن بين أنواع السرطان الأكثر انتشارا بالجزائر، ذكر الاطباء سرطان الثدي والبروستات والقولون والرئة وعنق الرحم، محذرين من توسع انتشار هذه الأنواع إذا استمرت الوضعية على هذا الحال، وأكدوا أن كل هذه الأنواع يمكن الوقاية منها من خلال الكشف المبكر والوقاية.