حذرت فيروز مجري، أخصائية في التغذية العلاجية، من النمط التقليدي الذي يتخذه بعض الأولياء كنموذج للمجة أطفالهم عند الذهاب إلى المدرسة، والتي عادت تتكون من حلوى المعجنات، ك«الكرواصون"، أو "البريوش"، وعلبة عصير أو ياغورت، أو لوحة شكولاطة، وهذه التوليفة الغذائية بمثابة سموم تهدد صحة الطفل، ولابد من الحذر منها، بتغييرها أو اجتنابها تماما، ليكون ذلك أكثر سلامة على الطفل. يتجدد الحديث مع كل دخول مدرسي، عن الغذاء الذي يتناوله أطفالنا خارج المنزل، حيث أصبح موضوع التربية الغذائية من بين أكثر ما يشغل المختصين في التغذية، خاصة مع انتشار تناول الأطفال ل«اللمجة" التي لم تكن منتشرة بهذا الشكل من قبل، بل كانت رغم من محدودية ثقافة الأولياء حول التربية الغذائية، أكثر سلامة للطفل وأكثر اتزانا. كثيرا ما وجه المختصون في التغذية، عبر العديد من الحملات التحسيسية التي يطلقونها، تزامنا والدخول الاجتماعي، جملة من الإرشادات والتوجيهات، لتوعية الأولياء بضرورة الانتباه إلى ما يتناوله أبناؤهم خارج المنزل، وما يقدمونه لهم كلمجة، بالنظر إلى ما تسببه تلك الأغذية المصنعة والمحلاة من أمراض، وسلامتهم تبدأ بسلامة ما يستهلكونه. أوضحت المختصة في التغذية، أن اللمجة لا يجب أن تكون بديلا عن فطور الصباح، بل تلك الوجبة لابد أن يحرص عليها الآباء على أن يتناولها الطفل قبل خروجه من البيت، وعلى أن يتم تحضيرها في البيت، تكون متزنة وصحية للطفل، وتحرص الأم على أن يستهلكها قبل ذهابه للقسم. أما اللمجة فهي وجبة خفيفة يأخذها الطفل معه ليتناولها وقت الاستراحة، أو عند شعوره بالجوع، وقالت: "إن هذه الوجبة لابد أن تكون خفيفة، لكن متزنة ومفيدة للطفل، حتى وإن احتوت على سكريات، فلابد أن تحتوي أيضا على وجبة جيدة للطفل ومفيدة، على غرار قطع من الجبن، والقليل من الخبز، أو فاكهة، أو خضار مفضلة لدى الطفل، وبذلك يمكنه أن يشبع جوعة صغيرة دون أن يعرض نفسه للضرر، وهو ما يبقيه مركزا في القسم". أضافت المختصة، أن إعطاء الطفل الماء أيضا ضروري، وتعليمه شرب الماء مرارا وتكرارا في اليوم، لترطيب جسمه، حتى وإن كان في فصل الشتاء، هذا ما يجعله أيضا يركز داخل القسم، لأن الجفاف يشعره بالخمول داخل القسم، لاسيما إذا كان هذا الأخير غير مهوى بالطريقة الجيدة. كما شددت على أهمية استبدال ذلك السلوك، في تقديم الأولياء وجبة للطفل بشكل تلقائي، بل لابد من الحرص على أن تكون جيدة، ولا يتم اختيارها وفق "دلع الطفل، على غرار الحلوى أو البسكويت، أو العصائر أو حتى "الشيبس"، بل يفضل اختيار الفواكه، أو العصائر المحضرة في البيت، أو الحليب أو قطع من الجبن، أو المربى ، ويتم ذلك حسب المتحدثة، بتعليم الطفل عادات غذائية جيدة، وسلوكيات سليمة في اقتناء الغذاء. في الأخير، حذرت المتحدثة من أن تكون اللمجة وجبة ثقيلة، بالتالي تحرم الطفل من الغداء، كما أن الإفراط في استهلاك الحلويات والسكريات ستفقد الطفل الرغبة في الأكل وتناول وجبة بعد ذلك، لاسيما لصغار السن، إذ يكفي أن تكون الوجبة نصف أو ربع حبة فاكهة، كالتفاح أو الأجاص أو الموز مثلا، أو بعض حبات العنب أو التمر، كي يسد جوعه من ناحية، ومن جهة أخرى، لا يشعر بالشبع، وعند حلول موعد الغداء، تكون شهية الطفل مفتوحة.