تضيق المحلات التجارية في صبيحة كل يوم بتلاميذ مرفقين بأوليائهم يفتشون بين الثلاجات ورفوف المحلات التجارية عن كيس من الشيبس، قارورة مشروبات غازية، قطعة من البسكويت يلفونها لهم في أكياس بلاستيكية، ثم يضعونها لهم داخل حقيبة خاصة لتكون لمجتهم، متجاهلين أن هذه المصاريف الإضافية ستسبب لهم أمراضا مستقبلية خطيرة. بعدما كان الأولياء في السابق يحرصون على تزويد أبنائهم بقطعة من الخبز المنزلي "الكسرة" أو "المبرجة" أو حتى حبة بيض مغلي والقليل من الفواكه لتكون وجبة إضافية "لمجة" يتناولونها في استراحة المدرسة، أصبحوا اليوم يفضلون الطعام الخفيف الجاهز في المحلات، وهو ما يعني ميزانية مالية إضافية، وبالرغم من تحذير أطباء الصحة المدرسية مما يأكله التلاميذ، الذي يكون عاملا أساسيا في انتشار تسوس الأسنان بينهم، لكن هذه الظاهرة مازالت مستمرة وتزداد خطورتها يوما بعد يوم. وفي هذا الصدد، حمل رئيس مصلحة طب الأطفال بمستشفى الحراش، البروفيسور مصطفى خياطي، الأولياء مسؤولية اختيارهم وجبات ولمجات غير صحية لفلذات أكبادهم، فعدم تقيدهم برزنامة تغذية صحية قد يسبب لهم مشاكل مستقبلية، فالطفل بعد 8 ساعات من النوم تكون نسبة السكري في جسده منخفضة، لذا لابد أن تحرص العائلة على تزويده بفطور صباح متنوع ولا ترسل أطفالها دون تناول أي طعام إلى المدرسة. وحذر المتحدث من اللمجة المبنية على سكريات سريعة الاستهلاك مثل العصائر المصنعة، الشكولا، الشيبس، المشروبات الغازية. وطالب الأولياء بمنحهم فطورا يزودهم بالطاقة لمدة 5 ساعات يتكون من قطعة خبز بالزبدة أو المربى أو قطعة من البسكويت مع كأس حليب فهذا يزيد من قدرتهم على التركيز. وعن اللمجة المفيدة لجسد الطفل لابد أن تكون طبيعية مثل الخبز بالجبن، عصير برتقال طبيعي، ثمرة فاكهة، ياوورت طبيعي. واعتبر خياطي تناول الطفل كيسا من "الشيبس" يحتوي على 5 غ من الملح، أي ضعف احتياجات الطفل من الملح بمرتين ونصف مما يسبب له مستقبلا أمراضا تتعلق بارتفاع ضغط الدم والسكري. من جهته، تحدث رئيس الفدرالية الجزائرية للمستهلكين، زكي حريز، عن غياب الأكل الصحي والمتوازن في العائلات والمحلات التجارية أيضا، فالوالدان بدلا من منح طفلهما لمجة صحية تحتوي على سلطة أو جبن تفيد جسده وتغنيه عما يباع في المحلات التجارية تختار شراءها جاهزة والجميع يعلم بخطورتها وأضرارها الصحية. ودعا حريز المستثمرين إلى العمل في هذا المجال بتحضير وجبات طعام صحية مغلفة وعرضها للبيع في المحلات، حتى يكون بوسع الأولياء شراؤها لأبنائهم دون خوف من الخطر. وأوضح حريز أهمية وضرورة إطلاع المستهلكين على اللوحة الغذائية الموجودة في كل منتج والسعرات التي يحتويها حتى يكون بوسعهم احتسابها قبل تناولها.