فاز الروائي والأكاديمي الدكتور عز الدين جلاوجي، بجائزة كتارا للرواية العربية 2022، عن روايته "عناق الأفاعي" الصادرة عن دار المنتهى. وكتب جلاوجي في صفحته الفايسبوكية: "جميل الشكر والتقدير لكتارا ولقطر، ولكل الشرفاء الذين يقفون وراء صناعة أفراح الكلمة المبدعة. وكل الشكر لمن اتصل من باريس مهنئا؛ من الإخوة العرب والجزائريّين". قال جلاوجي إن "عناق الأفاعي" نص روائي متفرد يبزغ في سماء المشروع السردي الجلاوجي الذي تجاوز عشرين عملا، يشاكس التاريخ، ويسائله، ويعيد استفزازه، ليعري، بجراءة، ما تم ستره من سوأة عوراته، وما تم التدليس عليه تحت أسترة الزيف، ثم هو استشراف إبداعي رائد، تنهض به الكتابة على آليات التجريب، ولغة الشعر، تتخطى كوابح الأجناسية الروائية، حيث التعدد، كونها تمْتحُ المُضمر من أسيقة الواقع والتاريخ والموروث، كي تخلص إلى ذلك الواعِد من أقاصي المرامي، التي تشمل الإنسانية عبر حفريات مواجعها وآمالها". وتهاطلت التبريكات على الفضاء الأزرق بمناسبة فوز رواية جلاوجي بجائزة "كتارا". وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عبد الحميد هيمة، أن الرواية المتوجة هي جزء من "ثلاثية الأرض والريح"، التي تُعد عملا ملحميا بكل المقاييس، لم يُكتب مثله في الجزائر. وتجربة متميزة، تكسر كل الحواجز، وتكشف كل العوالم الدفينة لحقبة الاحتلال الفرنسي للجزائر. قدّم جلاوجي عملا سرديا يجمع (الذات والذاكرة)، ويكشف ما كان مسكوتا عنه من أحداث مقاومتنا للاحتلال الفرنسي". وأضاف أن جلاوجي استطاع أن يحوّل هذه الأحداث إلى مادة سردية، من خلال هذا التفاعل الرائع بين الأحداث والوقائع، والذات الكاتبة. وهذا التقاطع يدفع التاريخ والذاكرة إلى فضاء الإبداع والكتابة السردية بأسلوب فني وجمالي رفيع، يرصّعه الكاتب بالصور والرموز، ومختلف التشكيلات الفنية، ليجعل هذه الثلاثية تغدو أكبر وأضخم عمل روائي جزائري باللغة العربية، يتناول تاريخ الجزائر في العصر الحديث. للإشارة، الدكتور عز الدين جلاوجي أستاذ محاضر في جامعة "محمد البشير الإبراهيمي" ببرج بروعريريج. صدر له أكثر من أربعين كتابا؛ في النقد (10 كتب)، وفي الرواية (9 روايات)، وفي المسرح (12 مسرحية)، وفي القصة (3 مجموعات)، وفي أدب الأطفال (7 قصص و40 مسرحية). وقُدمت عن أعماله مئات البحوث والدراسات والرسائل في الجامعات داخل وخارج الوطن. وهو، أيضا، مؤسس ورئيس جمعية "رابطة أهل القلم". ويعمل على تأسيس شكل جديد في الكتابة الإبداعية المسرحية؛ مصطلحاً وتنظيرا ونصوصا. أطلق عليه مصطلح "المسردية"، وهي كلمة منحوتة من المسرحية والسرد بكل تفرعاته. وفيها أعاد كتابة النص المسرحي بطعم السرد، مخالفا، بذلك، كل المحاولات السابقة عربيا وعالميا. كما أسس ما أسماه "مسرح اللحظة/ مسرديات قصيرة جدا"، ورفع لها شعار "مسرح اللحظة مسرح الإنسان أينما كانت وكيفما كان"، وهو مسرح يقوم على التكثيف فكرةً ولغةً وشخصيات ومكانا وزمانا وحدثا، داعيا في المشروع، إلى وجوب دخول المسرح إلى البيوت والأحياء وحتى وسائل النقل، وغير ذلك؛ إيمانا منه بأن الأدب العربي يجب أن يكون خالقا مبدعا فعالا، لينتقل من مرحلة التقليد وردود الأفعال.