أعرب المندوب الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة نذير العرباوي، أمس، عن تطلع الجزائر إلى قمة عربية "توافقية تنطلق من الثوابت المشتركة وتعكس تطلعات الشعوب العربية التواقة إلى قدر كبير من التضامن والتآزر والتكامل". قال العرباوي، خلال اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها والتي ستحتضنها الجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم، "نريدها قمة تستفيد من دروس الماضي وتواجه بشكل جماعي تحديات الحاضر وتنظر إلى المستقبل برؤية استراتيجية شاملة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار، في ظل مد جسور التعاون البناء والإيجابي مع محيطنا الاسلامي والإفريقي". وأضاف في هذا الصدد "نحن في أمس الحاجة إلى مقاربة متجددة للتعامل مع جدول أعمالنا اليوم الحافل بالقضايا والمسائل السياسية المختلفة، مقاربة ناجعة وإيجابية تمكننا وبشكل جماعي وتوافقي من معالجة هذه القضايا ورفع مشاريع قرارات وتوصيات وجيهة وعملية وبنّاءة إلى السادة وزراء الخارجية خلال اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الواعدة". وقال ممثل الجزائربالأممالمتحدة "باجتماع اليوم تنطلق سلسلة الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية 31 التي ستنعقد على أرض الجزائر بعد مرور ثلاث سنوات عن تعذر انعقادها"، لافتا إلى أن الساحتين الإقليمية والدولية تشهدان "تطوّرات ومتغيرات مع تصاعد المخاطر بدءا بالأزمة الصحية العالمية وتداعياتها على مختلف نواحي الحياة، وصولا إلى الصراع الدولي الحالي وحالة الاستقطاب الحاد التي تمر بها، العلاقات الدولية وانعكاساتها الوخيمة على النظام الدولي والعلاقات متعدد الأطراف بشكل عام وما يترتب عنها من تداعيات على عالمنا العربي سياسيا وأمنيا واقتصاديا بشكل خاص". وأضاف السفير "مما لا شك فيه، أن حجم التحديات كبير والظرف دقيق وحساس وحجم تطلعات وآمال الشعوب العربية يتزايد في ظل استمرار وتصاعد الأزمات والأحداث والتطورات الاقليمية والدولية، الأمر الذي يتطلب منا جميعا وبإلحاح تنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية الجماعية وتوحيد المواقف وصياغة رؤية مشتركة، بالإضافة إلى تنشيط آليات عملنا المشترك وتجديدها وتطويرها حتى نتمكن من الدفاع عن مصالحنا وعن قضايانا العادلة وحقوقنا المشروعة وعلى رأسها القضية الفلسطينية". وأوضح في هذا السياق "يجدر الترحيب عاليا بتوقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الذي انعقد مؤخرا بالجزائر، تحت الرعاية الشخصية والسامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون". كما ثمّن العرباوي جهود الجمهورية التونسية خلال فترة ترؤسها للدورة المنقضية للقمة العربية، مجددا الترحيب بضيوف الجزائر في بلدهم الثاني خاصة "ونحن نتأهب لإحياء الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير الوطني المجيدة الغالية على كل مواطن عربي". من جهته، أعرب المندوب الدائم لتونس لدى جامعة الدول العربية، عن "الثقة التامة" بأن "الجزائر ستواصل بمعية كافة الدول العربية على نفس الدرب الساعي إلى وحدة الصف إزاء قضية العرب الأولى، من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووضع حد للسياسات العدوانية لسلطات الاحتلال. وقال في هذا الإطار "نشكر الجزائر الشقيقة ونهنئها ونهنئ أنفسنا على جهودها السخية ونجاحها في لمّ شمل الأشقاء الفلسطينيين". كما لفت إلى أن "انتشار بؤر التوتر في منطقتنا العربية واستمرار النزاعات المسلحة، يبعث على الانشغال ويحتم علينا جميعا، تكثيف الجهود من أجل تقويض الأزمات والبحث عن تسويات وحلول سياسية للصراعات والانقسامات داخل بعض دولنا، بما يحقق الأمن ويعزز مقومات الاستقرار في دولنا ومجتمعاتنا ويحصنها من التدخلات الخارجية". وكانت أشغال مجلس جامعة الدول العربية، قد انطلقت أمس في جلسات مغلقة، على مستوى المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها 31. وسيتم خلال الجلسة اعتماد مشروع جدول أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي تنطلق أعمالها الثلاثاء القادم. وفي حال عدم الانتهاء من برنامج العمل في اليوم الأول، تتواصل أشغال اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في جلسة عمل مغلقة اليوم الخميس. ومن المقرر أن يلتئم اليوم اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، يعقبه اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري غدا الجمعة، على أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم يومي 29 و30 أكتوبر تمهيدا لانعقاد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم.