احتضنت مدينة البليدة، أول أمس، الملتقى الصوتي الأول في الجزائر، من تنظيم مركز إيكو للتدريب، ومشاركة معلقين صوتيين ومدبلجين من مختلف ولايات الوطن، حيث قدمت المعلقة الصوتية ورئيسة الفرع بالجزائر، خديجة لورجان، العديد من النصائح المتعلقة بالتعليق الصوتي وبودكاست والدبلجة لصالح مهتمين بهذه العوالم، الذين حضروا من ولايات عديدة، من بينهم هواة ومحترفون في هذا المجال. قالت لورجان، إن أول تقرير صوتي مهني عرف النور عام 1928 بالولايات المتحدةالأمريكية، بعدها تم الاستعانة بممثلين صوتيين في الرسوم المتحركة ل"والت ديزني" عام 1954، لتتوالى الأعمال التي تعتمد على التعليق الصوتي والدوبلاج، وتعرف في الوقت نفسه عائدات مالية معتبرة. أضافت أنه بفعل جائحة "كورونا"، عرفت المنصات الافتراضية بروز مواهب جزائرية عديدة، وأخرى تم تسليط الضوء عليها بشكل أكبر من السابق، لتؤكد على ضرورة الاستثمار في هذه المواهب. من جهته، دعا المعلق الصوتي الشهير ماهر الآغا، عبر تقنية الفيديو، إلى الإلمام بقواعد اللغة العربية، وكذا حمل الرسالة بأمانة وإخلاص، علاوة على أهمية تطبيق نصائح المدربين. بعدها مباشرة، نوهت لورجان بقدرات الآغا الفنية والتقنية، متمنية أن يؤطر لاحقا دورة تدريبية في التعليق الصوتي والدبلجة بالجزائر، لتؤكد مجددا أهمية الاستثمار الصوتي، وهو ما فعلته بعدما طورت قدراتها الصوتية، بإنشائها بودكاست "الحرية". وعن هذه الورشة التي تعنى بصناعة المحتوى الصوتي، قالت المؤطرة، إنها تدخل في الصناعة السينمائية وتخدم الصناعة الإعلامية، كما حلت محل الإذاعة، لكن بحلة رقمية، مثلما فعل صديقها "اليوتوب" مع التلفزيون، مضيفة أن بودكاست عبارة عن مدونة صوتية، ينتجها شخص أو مؤسسة، ويتناول فيها قضية ما، ويسجلها ويقدمها عبر تطبيقات خاصة في الأنترنت. أشارت المتحدثة، إلى توجهها لعالم البودكاست، بعد سنوات من ممارسة التعليق الصوتي، ودعت الهواة في هذا المجال، إلى الاشتغال مجانا على الأقل لموسم واحد، ومن ثمة التحول إلى برنامج مدفوع. كما ذكرت عناصر البودكاست وهي؛ المخرج، البودكاستر، المعد، الموسيقي ومهندس الصوت، حيث يمكن أن يؤدي نفس الشخص كل هذه المهام، أو يتقاسمها مع أشخاص آخرين. في المقابل، عرف هذا الملتقى تقديم الفنان ياسين صحراوي للعديد من الشارات بصوته القوي والجميل، كما تقدم إلى المنصة العديد من المعلقين الصوتيين والمدبلجين، لتقاسم تجاربهم مع الحضور، والحديث عن مشاريعهم التي تجسد بعضها على أرض الواقع، ومن بينهم لمياء معيزة، صفاء درقاوي، أبو بكر الطبلاوي، أمينة مقدود، لبنى عمر، محمد الأمين مهري وغيرهم. نوهت أغلب شهادات المشاركين في هذه الفعالية، بدور وسائط التواصل الاجتماعي في إبراز مواهبهم، وفي تبوأ مكانة لهم في عالم التعليق الصوتي والدبلجة، حتى أن منهم من وقع على شراكات مع شركات إنتاج عربية، في انتظار أن يكون للجزائر سوق خاص بالتعليق الصوتي والدبلجة، في حين رفضت أمينة مقدود أن يكون لها أي حضور في العالم الافتراضي، وقالت إن تجربتها تبلورت من التكوينات التي استفادت منها، في إطار عملها في الإذاعة. في إطار آخر، تحدث المنتج سفيان حفار، عن إنتاج شركته لسلاسل الرسوم المتحركة لصالح دولة عربية، مضيفا أنه سيأتي اليوم الذي ستهتم فيه الجزائر بالطفل، بالتالي إنتاج سلاسل تخصه. أما المنتج يخلف شلحة، فقد تطرق في مداخلته لإنتاج أول كتاب مسموع في الجزائر، وكذا سلسلة من قصص الأطفال، من وحي الخيال المتحدث وكتابة زوجته.