استحسن سكان قسنطينة، القرارات التي اتخذتها السلطات الولائية، مؤخرا، الخاصة بإعادة الاعتبار لعدد من المعالم بعاصمة الشرق، على غرار الأقواس الرومانية التي تم تهيئتها وتنظيفها وإضاءتها، وتنظيف نصب الأموات وإزالة الأكواخ المحيطة به وإضاءته، ناهيك عن ساحة "لابريش" بوسط المدينة. انتقد والي قسنطينة، خلال خرجة ميدانية، مؤخرا، وقف خلالها على الحالة التي آلت إليها وضعية ساحة "لابربش" أو ساحة الشهداء، التي تقع بقلب المدينة، على بعد أمتار من مسرح قسنطينة الجهوي، بمقابل البريد المركزي، حيث تحدها من الجهة الغربية محكمة قسنطينة وأسفلها يقع سوق بومزو. عبر الوالي، عن امتعاضه الكبير من الأوساخ التي وجدها بساحة الشهداء المعروفة لدى العامة بساحة لابربش"، التي ترمز لوسط المدينة، وتتعدى شهرتها إلى خارج حدود الولاية، ويعرفها قاطنو الولايات الشرقية وحتى بوسط وجنوب وغرب البلاد، معتبرا أن وجود أكشاك مهملة بهذه الساحة أمر "غير مقبول"، مؤكدا أن هذه الساحة تكتسي أهمية رمزية كبيرة بعاصمة الشرق، سواء من الناحية السياحية أو من الناحية التاريخية، مضيفا أن العديد من زوار قسنطينة، كانوا في وقت غير بعيد، يقصدون هذه الساحة من أجل أخذ صور تذكارية. وجه المسؤول التنفيذي تعليمات لرئيس المجلس الشعبي البلدي، من أجل تزيين المحيط وتحسين المنظر العام، كما طلب منه إعداد مخطط لتهيئة هذه الساحة، التي تعد من أبرز ممتلكات البلدية بوسط المدينة، وتنظيفها حتى تعود إلى سابق عهدها، كمتنفس وفضاء للراحة يليق بعاصمة الشرق، خاصة أن الولاية معنية باحتضان منافسة بطولة إفريقيا للمحليين في كرة القدم "شان 2023"، منتصف شهر جانفي المقبل، وبذلك ستكون محطة زيارة لعدد من السياح القادمين من عدة دول. من جهتها، تحركت المصالح المعنية ببلدية قسنطينة، رفقة مصالح الدائرة والمؤسسات البلدية والولائية المختصة في التنظيف والتهيئة، تطبيقا لتعليمات والي الولاية، خلال الخرجة الميدانية التي عاين خلالها ساحة "لابريش"، حيث تمت عملية إزالة الأكشاك المهملة، التي شوهت المنظر العام، مع تنظيف المكان ليشرع بعدها في عملية التهيئة التي تناسب قيمة الساحة المتواجدة بقلب مدينة الصخر العتيق. كان مطلب إعادة الاعتبار لساحة " لابربش"، ضمن توصيات المجلس الشعبي الولائي، خلال دورة شهر جويلية الفارط، عقب منافشة ملف السياحة، حيث طالبت توصيات نواب المجلس الشعبي الولائي، بضرورة إنشاء فضاء تجاري للحرفيين، بهدف ترويج الصناعات التقليدية بالساحة بوسط مدينة قسنطينة، والإسراع في تنفيذ البرامج والمشاريع المسطرة، وتلك التي توجد قيد الإنجاز، مع رد الاعتبار للمدينة القديمة بمساجدها العتيقة وزواياها ودورها وأزقتها. للإشارة، فإن اسم "لابربش"، مستمد من اللغة الفرنسية، وتعني الثغرة أو الفتحة، وجاء تسمية هذه الساحة بهذا الاسم، بسبب إحداث مدافع القوات الاستعمارية الفرنسية، ثغرة في الجدار الذي كان يحرس المدينة القديمة، حيث تمكن المستعمر سنة 1837 من دخول المدينة، بعد مقاومة قادها أحمد باي، دامت 7 سنوات عبر هذه الفتحة بساحة "لابربش"، التي أطلق عليها بعد ذلك تسمية ساحة الشهداء.