تأهل المنتخب الأرجنتيني للمباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022، للمرة الخامسة في تاريخه، بعد فوزه على نظيره الكرواتي بثلاثة أهداف دون رد، أول أمس، بملعب "لوسيل" في نصف نهائي البطولة، وحمل الانتصار الأرجنتيني توقيع النجم ليونيل ميسي في الدقيقة (34) من ركلة جزاء، وجوليان ألفاريز هدفين في الدقيقتين (39 و70)، لينشط المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية المقررة يوم الأحد القادم، بملعب البيت، على الساعة الرابعة مساء (16:00 سا)، فيما سيلعب المنتخب الكرواتي، مباراة تحديد المركز الثالث، أمام الخاسر من نصف النهائي الآخر. بات المنتخب الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي، على مرمى حجر من الفوز باللقب الثالث له، بعد نسختي 1978 و1986، فيما وصل للنهائي في نسخ 1990 و2014 من قبل. وعادل نجمه وقائده ليونيل ميسي، الرقم القياسي في الظهور في كأس العالم، بعدد 25 مباراة مع النجم الألماني لوتار ماتيوس، ليصبح قريبا من الانفراد بالرقم، في ظهوره في النهائي المرتقب الأحد القادم. كما أصبح ميسي الهداف التاريخي للأرجنتين في كأس العالم، بعدما تخطى مواطنه غابريل باتيستوتا في عدد الأهداف في المونديال، برصيد (11) هدفا، بالإضافة إلى اعتلائه صدارة هدافي النسخة الحالية بخمسة أهداف قابلة للزيادة في النهائي، متساويا مع مواطنه جوليان ألفاريز والفرنسي كليان مبابي. حاول المنتخب الكرواتي غلق المباراة أمام الأرجنتين، واكتفى بالسيطرة على الكرة بفضل تقارب وسط الملعب مع طرفيه، ولعب ماتيو كوفازيتش دورا كبيرا في تناقل الكرات مع بريستش وكراماريتش، غير أن المحاولات لم تسفر عن خطر على المرمى الأرجنتيني. في المقابل، بقي المنتخب الأرجنتيني متماسكا ينتظر أخطاء الكرواتي، من أجل الارتداد عليه، وقد نجح في كرة حاول ليونيل ميسي التقدم بها، غير أنه تعرض لمحاصرة الدفاع الكرواتي. لم تنفتح المباراة، إلا بعد تسديدة من انزو فرنانديز في الدقيقة 24، أعلنت عن رغبة أكيدة لمنتخب الأرجنتين في إنهاء المباراة وتسجيل هدف، لتأخذ المباراة منحى الجدية والتركيز لدى لاعبي المنتخب الأرجنتيني، الذي لجأ للهجمات المعاكسة، وترك السيطرة على الكرة للمنتخب الكرواتي، الذي وجد صعوبة في اختراق دفاع الأرجنتين. حملت الدقيقة (34) هدف التقدم للمنتخب الأرجنتيني من علامة الجزاء، عن طريق المتخصص ليونيل ميسي، الذي استفاد من ركلة جزاء تعرض فيها جوليان الفاريز لعرقلة من الحارس دومنيك ليفاكوفيتش، ليبدأ المنتخب الأرجنتيني فرض هويته على المباراة. لم يغير المنتخب الكرواتي من طريقته في السيطرة على الكرة والتحضير المكثف للكرات، أمام منطقة دفاع المنتخب الأرجنتين، الذي رفع درجة التركيز في التعامل مع المرتدات، وبرع فيه أوتاميندي وناهويل مولينا وفرناندو إنزو، لتبدأ خطورة المنتخب الأرجنتيني أكثر في ارتدادات ليونيل ميسي، الذي هيأ أكثر من كرة لزميله ألفاريز، غير أن الدفاع الكرواتي والحارس ليفاكوفيتش كانا بالمرصاد للمحاولات. نجح المنتخب الأرجنتيني في تعزيز تقدمه في المباراة، بعد أن التقط جوليان ألفاريز كرة انطلق بها من وسط الملعب حتى منطقة الجزاء، ولم تنجح محاولات الدفاع الكرواتي في إيقافه، حتى أودع الكرة الشباك هدفا ثانيا للأرجنتين في الدقيقة (39)، أعاد للأذهان هدف مارادونا في شباك إنجلترا 1986. اكتفى المنتخب الأرجنتيني بالتراجع والاعتماد على المرتداتن، تاركا أفضلية الكرة لمنافسه الكرواتي، لينهي شوط اللعب الأول متقدما بهدفين دون رد. وفي الشوط الثاني، حاول المنتخب الكرواتي التقدم لتعديل النتيجة، بعد أن دفع مدربه بلاعبين في خط الهجوم هما سوزا وبلاسيتش لتقوية الهجوم، كما دفع باللاعب بيتكوفيتش، غير أن المنتخب الأرجنتيني لعب على المرتدات عن طريق ليونيل ميسي، الذي وظف مهاراته العالية للفريق، وأجبر الكروات على التراجع لمنطقتهم في أكثر من مناسبة. كاد ميسي يعزز تفوق منتخب بلاده بكرة، راوغ بها أكثر من لاعب وتوغل داخل منطقة جزاء كرواتيا، ليسدد بقوة، ويتصدى الحارس ليفاكوفيتش منقذا مرماه من هدف أرجنتيني ثالث في الدقيقة (57). وفي الدقيقة (69)، أظهر ليونيل ميسي موهبته الكروية بكرة تلاعب فيها بجاسكو غافارديل، مدافع كرواتيا، وأهدى منها تمريرة لجوليان الفاريز، الذي سجل الهدف الثالث لمنتخب الأرجنتين، والثاني له في المباراة، ليقضي المنتخب الأرجنتيني على المباراة تماما ويترك المحاولات لمنتخب كرواتيا دون جدوى. أحكم المنتخب الأرجنتيني قبضته الكاملة على المباراة، وباتت محاولاته أكثر خطورة على المرمى، رغم التقدم المتواصل للمنتخب الكرواتي، بحثا عن تقليص النتيجة وأجاد دفاع الأرجنتين التعامل مع الكرات الكرواتية. عزز مدرب الأرجنتين صفوفه، بعدد من العناصر الهجومية، من أجل قتل المباراة وكاد باولو ديبالا ينجح في إحدى الكرات، فيما أغلق الدفاع الكرواتي الطريق على ليونيل ميسي، في إحدى المحاولات الأرجنتينية. مضت المباراة لصالح المنتخب الأرجنتيني في كل تفاصيلها، عدا السيطرة على الكرة التي كانت من نصيب المنتخب الكرواتي، لكن دون فعالية، لتأتي صافرة الحكم معلنا عن وصول الأرجنتين للنهائي. مدرب الأرجنتين: حققنا هدفنا وسنكتب التاريخ في النهائي اعترف ليونيل سكالوني، مدرب المنتخب الأرجنتيني، أن منتخب بلاده لم يكن الأفضل في المباراة، لكنه عرف كيف يحقق الفوز فيها، ويصل للنهائي، وهو الأمر المطلوب بالنسبة له كمدرب في الملعب. أكد المدرب في المؤتمر الصحفي، عقب المباراة، أن الوصول لنهائي كأس العالم قطر 2022، هو الهدف الذي كان يعمل من أجله، لكنه بالنظر للمباراة، يجد أن منتخب الأرجنتين كان فعالا ومميزا، بعكس منافسه الكرواتي، الذي كان يسيطر على الكرة بفضل قوة خط وسطه في الملعب. أوضح سكالوني، أن منتخب بلاده يحتاج لتقديم الأداء المميز وتحقيق الانتصارات، لكن في بعض الأحيان، يكون الفوز هو المهم، بغض النظر عن الأداء، لأنه يعطي القيمة الحقيقية للدفاع عن ألوان القميص الأرجنتيني، مشيرا إلى أن المنتخب الأرجنتيني لديه الكثير ليقدمه في النهائي، ولم يظهر بمستواه المعروف، رغم أنه حقق الفوز. وشدد على قيمة لاعبه ليو ميسي في المنتخب، وما يقوم به من أجل إسعاد الشعب الأرجنتيني، وقال: "هو لاعب أرجنتيني، إذا قلت أنه الأفضل في تاريخ الأرجنتين، قد أكون ظلمت غيره من اللاعبين، ولكن يشرفنا نحن أن يكون أفضل اللاعبين في العالم، من الأرجنتين، وأنا يشرفني شخصيا أن أدرب منتخبا فيه لاعبا مثل ميسي". أكد مدرب المنتخب الأرجنتيني، أنهم كطاقم فني يعملون بصورة جيدة ويحاولون دائما تقديم أفضل مردود يسعد الجمهور الأرجنتيني، وفي سبيل ذلك، يجدون أنفسهم دائما محاصرين بنوع من الضغط الجماهيري، باعتبار أن الجمهور الأرجنتيني يتطلع للقب الثالث، وقد تعود من هذا المنتخب الإنجازات بعد الفوز بكوبا في أمريكا. وأشاد بروح لاعبي المنتخب الأرجنتيني وإصرارهم على تحقيق الانتصار، وإسعاد شعبهم الذي انتظرهم كثيرا، وتلقى منهم إحباطا، عندما خسروا أمام المنتخب السعودي في المباراة الأولى، منبها إلى أنهم تعلموا الكثير في النسخة الحالية من المونديال، وسيقدمون الكثير في النهائي. وكشف سكالوني، أنه سيعمل بأن يكون المنتخب في أتم جاهزيته البدنية والفنية والنفسية، من أجل تحقيق النجاح في النهائي، لأن الهدف هو تحقيق اللقب الثالث في تاريخ الأرجنتين. اعتبر سكالوني أن منتخب الأرجنتين يكتب تاريخا جديدا في سجلاته، بالوصول إلى النهائي للمرة الخامسة في تاريخه، ويتطلع لكتابة التاريخ بالفوز باللقب الثالث له، ويرى أن المنتخب قادر على تحقيق ذلك الهدف في مباراة النهائي. لاعبو الأرجنتين في طريق انتزاع اللقب أبدى لاعبو منتخب الأرجنتين، سعادتهم العارمة لنجاحهم في بلوغ المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، عقب التفوق على منتخب كرواتيا، أول أمس، بثلاثية نظيفة، في المواجهة التي استضافها ملعب لوسيل، لحساب الدور نصف النهائي من البطولة، ليصل منتخب الأرجنتين إلى النهائي السادس في تاريخه. قال جوليان ألفاريز، مهاجم منتخب الأرجنتين، إن العبور إلى النهائي أشبه بحلم تحقق، مشيرا إلى أنه وزملاءه، كانت مساعيهم منذ انطلاق صافرة المونديال معايشة هذه اللحظات، مضيفا: "لقد عانينا في بعض الأوقات من المباراة، ولكن الأمر الأهم هو تحقيق الانتصار، وعلينا التفكير في النهائي الآن.. المهمة لم تنجز بعد، مازال أمامنا الكثير من العمل كي نحقق ما نصبو إليه". بدوره، أبدى ليساندرو مارتينيز، مدافع منتخب الأرجنتين، سعادته بالفوز الذي حققه منتخب بلاده على حساب منتخب كرواتيا، في الدور نصف النهائي من المونديال، وعلق قائلا: "لقد حققنا الانتصار الخامس لنا في البطولة، خضنا مباراة صعبة وكان هدفنا الفوز ونجحنا في تحقيق ذلك.. الصعود إلى النهائي يعد أمرا رائعا.. أنا سعيد بذلك"، وتابع: "نعمل بشكل جيد كمجموعة، علينا أن نلعب بشكل أفضل. اليوم أظهرنا ما يمكننا فعله، وأدينا بشكل مختلف"، وختم: "أردنا إسعاد الجماهير الأرجنتينية، وحققنا مرادنا، نريد الاستمرار على هذا النحو في مشوارنا خلال البطولة" بدوره، قال نيكولاس أوتاميندي، مدافع الأرجنتين، إن الفوز على المنتخب الكرواتي لم يتحقق بسهولة، مشيرا إلى أن الإصرار والرغبة كانت كبيرة لتحقيق الهدف المنشود، وتابع: "ميسي يمر بلحظة رائعة، نحن سعداء للغاية من أجله، وفي نفس الوقت، نسير جميعا خلف حلمنا، وجميع الأرجنتينيين يمنون النفس بمعانقة المجد، وعلينا المواصلة في نفس الطريق"، وأضاف لاعب بنفيكا البرتغالي: "أشعر أنني في حالة جيدة، حضرت نفسي كثيرا من أجل هذا المونديال، أركز بشدة وأستمتع بتلك اللحظات التي لا تنسى مع المنتخب". وفي هذا الصدد، أكد كريستيان روميرو، مدافع الأرجنتين، ثقته بقدرة منتخب بلاده على مواصلة الانتصارات، وتحقيق اللقب في نهائي لوسيل، يوم الأحد المقبل، وقال: "نحن سعداء للغاية، ونريد أن نستمر في تحقيق الانتصارات، كي نبلغ هدفنا بالتتويج بكأس العالم"، مضيفا: "أظهرنا الشخصية، أنا سعيد للغاية من أجل تلك المجموعة، أي شيء من الوارد حدوثه، لكننا أظهرنا أننا سنقدم كل شيء، حتى آخر لحظة"، وختم: "الكل في الأرجنتين سعيد .. سنواصل احتفالاتنا، ومن ثمة سنبدأ التحضير للمعركة الكبرى يوم الأحد المقبل".