خلف خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أول أمس خيبة أمل لدى عامة الفلسطينيين والدول العربية المعنية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط بعدما رهن أي حظ لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.وانتقدت السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل الأخرى ما تضمنه خطاب نتانياهو وأجمعت على التأكيد أن الوزير الأول الإسرائيلي أجهض كل الآمال نحو تحقيق السلام وذهبت معظم ردود الفعل الفلسطينية إلى التأكيد أن نتانياهو نسف حقوق الفلسطينيين وان حكومته لا تملك أي برنامج لتحقيق السلام. وفي أول رد على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أن الكلمات التي صاغها نتانياهو كانت متوقعة ولم يأت بأي جديد" واعتبر" نظرته للحل خاطئة وليست المدخل من أجل الوصول إلى تسوية وسلام وحل للصراع". وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الخطاب "صفعة في وجه عملية السلام وخطة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بإقامة دولتين". وكشف عن اتصالات باشرت فيها السلطة الفلسطينية مع الإدارة الأمريكية مباشرة بعد انتهاء خطاب نتانياهو لتوضح لها أن هذا الأخير لم يقم إلا بوضع خمس "لاءات". وقال عريقات أن نتانياهو قال"لا لحل الدولتين ولا لتجميد الاستيطان ولا لوجهة نظر الرئيس الأمريكي باراك اوباما من اجل شرق أوسط جديد ولا لاستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت فيها ولا للمبادرة العربية". قبل أن يتساءل عما ستقوم به الولاياتالمتحدة واللجنة الدولية الرباعية للشرق الأوسط اللتان تطالبان بحل الدولتين الذي ترفضه حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية المتطرفة منذ اليوم الأول من مجيئها وحتى قبل تشكيلها. ونفس الموقف عبرت عنه باقي الفصائل الفلسطينية التي نددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالخطاب وقالت انه ينم عن أيديولوجية عنصرية ومتطرفة. واعتبرته حركة "فتح" "بمثابة استخفاف بالإرادة الأمريكية والدولية إلى جانب الإرادة الفلسطينية والعربية بالتنكر لقرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق والمبادرة العربية". وهي نفس ردود الأفعال المستنكرة التي أبدتها معظم الدول العربية والصحافة العربية الصادرة أمس والتي نددت بشدة بخطاب أجمعت على التاكيد انه لم يحمل أي جديد وأكثر من ذلك يرهن أي إمكانية لإحلال السلم. واعتبر الرئيس المصري حسني مبارك انه بمجرد دعوة نتانياهو الفلسطينيين بالاعتراف ب"يهودية إسرائيل" يكون بذلك قد دمر كل إمكانية لإحلال السلام في المنطقة. وقال انه "لا احد سيستجيب لهذه الدعوة لا في مصر ولا خارجها". وانتقدت جامعة الدول العربية بشدة خطاب نتانياهو بشأن السياسة التي ستنتهجها حكومته تجاه عملية السلام والعلاقة مع العالم العربي خلال المرحلة المقبلة . من جهتها انتقدت الصحافة السورية التي تعبر عن رأي السلطة في دمشق بشدة خطاب نتانياهو واعتبرت انه يعيد بالمنطقة إلى الوضع الذي سبق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وكتبت صحيفة الوطن الواسعة الانتشار أن"خطاب نتانياهو نسف جميع جهود السلام". وأضافت أن"الوزير الأول الاسرائيلي أكد انه يرفض المبادرة العربية للسلام إضافة إلى كل مبادرات ولوائح مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالسلام". في حين اعتبرت صحيفة الثورة أن إسرائيل تبدو بعيدة لتفكر في السلام. ولم يقتصر التنديد بخطاب نتانياهو على العرب فقط بل هناك من انتقده داخل إسرائيل نفسها. وقال محللون سياسيون إسرائيليون أن الخطاب إذا كان قد شكل خطوة نحو الأمام كما اعتبره الرئيس الأمريكي فهو في حقيقة الأمر خطوتان نحو الوراء بعدما قضى نتانياهو على آمال السلام. وكتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية انه"ليس بهذه الطريقة يمكن إقامة السلام". وعلى نقيض ذلك اعتبر الرئيس الأمريكي باراك اوباما خطاب نتانياهو "خطوة مهمة إلى الأمام" مجددا تأييده لحل يقوم على دولتين دولة يهودية لإسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة. ورأت روسيا في الخطاب بأنه "لا يمهد الطريق لحل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية" وأوضحت أن نتانياهو وافق على الاعتراف بدولة فلسطينية ولكن بشروط غير مقبولة للفلسطينيين.