نتانياهو يرد على خطاب اوباما تبددت آمال الفلسطينيين ودعاة السلام في منطقة الشرق الأوسط بعد أن أشهر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو شروطه المعروفة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وذلك في الخطاب الذي ألقاه مساء الأحد والذي حدد من خلاله السياسة التي ينوي انتهاجها . * فقد قال نتانياهو بكل صراحة ووضوح أنه لن يقبل سوى بدولة فلسطينية منزوعة السيادة ويرفض تجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية ،بالإضافة إلى اشتراطه بأن يعترف الفلسطينيون بما أسماه "الدولة اليهودية". * ورغم أن هذه المواقف رددها كثيرا زعيم الحكومة اليمينية ووزرائه منذ توليهم السلطة في إسرائيل، إلا أن الفلسطينيين أو على الأقل السلطة التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بقيت تنتظر حدوث معجزة أو تحولا ما في مواقف نتانياهو، باعتبار أنه تعرض لضغوط أمريكية طالبته بوقف الاستيطان وبالقبول بحل الدولتين. كما أن فريق السلطة تفاءل بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة في الرابع من الشهر الجاري والذي أبدى فيه جدية واستعداد لحل قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. ولكن من الواضح أن الضغوط الأمريكية أو بالأحرى جهود أوباما في هذا الاتجاه لم تأت ثمارها حتى الآن، لأسباب عديدة أهمها دور اللوبي اليهودي داخل الولاياتالمتحدة والذي يقف بالمرصاد أمام أي محاولات تقف ضد مصالح إسرائيل سواء بغض النظر عن طبيعة الحكومة في تل أبيب. وقد رحب البيت الأبيض بخطاب الحليف الاسرائيلي وقال المتحدث باسم الرئاسة روبرت غيبس في بيان أن اوباما "يرحب بالخطوة المهمة إلى الامام التي تضمنها خطاب رئيس الوزراء نتانياهو"، وهو نفس موقف الاتحاد الأوروبي. ولكن بيان البيت الأبيض لم يشر إلى موقف نتانياهو الرافض لتجميد الأنشطة الاستيطانية . * وحسب البيان سيواصل الرئيس "العمل مع جميع الفرقاء إسرائيل والسلطة الفلسطينية وشركاؤنا في اللجنة الرباعية للتثبت من اضطلاعها بواجباتها ومسؤولياتها من اجل التوصل إلى حل على أساس دولتين للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني وسلام شامل". * ويرى مراقبون أن باراك أوباما سيتجنب الدخول في مواجهة مع تل أبيب وهو لم يبدأ بعد في تحريك العملية السلمية المتعثرة بين الطرفين. * أما الفلسطينيون فقد اعتبروا خطاب نتانياهو "نسفا كل مبادرات السلام والحل" في المنطقة وصفعة على وجه عملية السلام.. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "عدم اعتراف نتنياهو بالقدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وفرض حل لقضية اللاجئين في الخارج لن يؤدى إلى سلام عادل وشامل وفق الشرعية الدولية". * وبدورها، رأت فصائل المقاومة أن الخطاب نتانياهو يعكس "إيديولوجيته العنصرية والمتطرفة". وأكدت حركة حماس مجددا تمسكها ب "عدم الاعتراف" بإسرائيل. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة "ما يقدمه نتانياهو هو دولة بلا هوية ولا سيادة ولا قدس ولا حق عودة ولا جيش ولا سلاح، ويصر على بقاء المستوطنات، كما أن ما يقدمه للعرب هو مجرد سلام اقتصادي مقابل التطبيع والاعتراف بإسرائيل". كما دعت حركة الجهاد الإسلامي الدول العربية إلى إلغاء المبادرة العربية للسلام ،مشيرة إلى أن "نتنياهو مارس التضليل الشامل في خطابه ولا يمكن بحال التسليم بوجود الاحتلال فوق شبر من تراب فلسطين التاريخية". * وجاء الموقف المصري على لسان الرئيس حسني مبارك الذي قال أن دعوة بنيامين نتناياهو إلى الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية "يجهض فرص السلام". * * أهم النقاط التي تضمنها خطاب نتانياهو * مستعد للقبول بقيام دولة فلسطينية ولكن بشروط هي : * أ: أن تكون منزوعة السلاح * ب: من دون جيش ومن دون سيطرة على الأجواء الجوية * ج: ومن دون دخول سلاح * د: من دون إمكان نسج تحالفات مع إيران أو حزب الله * اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية * لا لوقف وتجميد النشاطات الاستيطانية، كما طلبت الولاياتالمتحدة * القدس خارج المفاوضات وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج إسرائيل * التهديد الأكبر لإسرائيل والشرق الأوسط والعالم اجمع هو التقاء السلاح النووي و"الإسلام المتطرف".