نظمت مديرية الصحة والسكان لبومرداس، نهاية الأسبوع المنصرم، يوما تكوينيا لصالح إطارات الصحة حول داء "الآيدز"، إحياء لليوم العالمي لمكافحة هذا الداء المستفحل، حيث أكد المتدخلون خلال اللقاء، على أهمية العمل التحسيسي، بما في ذلك التثقيف الجنسي، بهدف تطويق الإصابة بالأمراض الجنسية، حفاظا على الصحة العمومية. أكد مدير الصحة لبومرداس، سعيد أوعباس، أن تنظيم مثل هذه اللقاءات التحسيسية يندرج ضمن التأكيد على أهمية التوعية المتواصلة بمختلف الأمراض، حفاظا على الصحة العمومية، ومنه صحة المجتمع، معتبرا أن العمل التحسيسي وقائي بالدرجة الأولى، مشيرا في المقابل، إلى أن هذا اللقاء يعتبر تكوينيا لصالح إطارات قطاع الصحة بالولاية، من أجل تحديث المعارف العلمية حول "الآيدز"، وهو بالضبط ما كشفت عنه الدكتورة فريدة حوشان، طبيبة عامة ومنسقة في العيادة متعددة الخدمات ببلدية سوق الأحد، في حديثها إلى "المساء"، على هامش اللقاء، موضحة أن العلم في تطور مستمر، لذلك فإن تكوين إطارات الصحة وكذا القابلات حول "الآيدز"، كفيل بتحديث المعارف من أجل تكفل أحسن بالمرضى وبصحة الأمهات كذلك، كون الهدف الرئيسي من برنامج صندوق الأممالمتحدة للسكان في مساعيه الرامية إلى مكافحة "الآيدز" عبر العالم، يكمن في الوصول إلى هدف صفر ولادات بداء السيدا. كما أشارت المتحدثة، إلى أهمية تكثيف التثقيف الجنسي في المجتمع، تفاديا لاستفحال الأمراض المتنقلة جنسيا، مثل الالتهابات الكبدية من نوع "سي" و"الآيدز"، الذي أكدت بشأنه المتحدثة، أنه أصبح واقعا لا يمكن تجاهله، داعية الأسرة إلى تثقيف أفرادها حول الجنس، حيث أن الواقع بات يشير حاليا إلى أن المراهقين كثيرا ما يكونون ضحايا الأنترنت، أمام بحثهم على المعلومات. كما أن شبكات التواصل الاجتماعي تضيف المتحدثة- لا تجيب على فضول هؤلاء بطريقة ايجابية، إنما قد يحدث العكس.في هذا السياق، قالت إيمان بودياب، عضو الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، إن الثقافة الجنسية "مغيبة تماما في الأسرة الجزائرية"، مشيرة في معرض حديثها ل"المساء"، على هامش نفس اللقاء، إلى أن الجمعية تسعى ضمن ورقة طريق لعام 2023، إلى تكثيف الأيام التحسيسية لفائدة تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي حول التثقيف الجنسي، مع تكثيف التحسيس أيضا لفائدة الطلبة الجامعيين، بينما أشارت منى رخيمة، عضو ذات الجمعية، إلى أن تعاملها المباشر مع فئة الطلبة حول ذات الموضوع، يبين أن الثقافة الجنسية موجودة فقط ضمن إطارها الديني، بينما تبقى ضمن الأعراف والتقاليد "طابوها مسكوت عنه"، موضحة أن الاستفحال الكبير للتكنولوجيا الرقمية وسهولة التواصل عبر "النت"، أصبح خطرا حقيقيا يهدد الفئة العمرية ما فوق 16 سنة، معتبرة أن العمل التحسيسي المستمر حول أهمية التثقيف الجنسي، ناهيك عن الأمراض المتنقلة عبر الجنس و"الآيدز"، يبقى العمل الوقائي الوحيد لتطويق مثل هذه الإصابات.