دعا كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي أمس الأربعاء إلى زيادة التنسيق والتعاون بين الدول العربية في المواقف والرؤى مؤكدا على ضرورة استعمال الأنماط والأنظمة الجديدة للإعلام والاتصال لاسيما الرقمنة. وقال السيد ميهوبي في كلمة ألقاها أمام الدورة العادية ال42 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة أن الرقمنة "لم تعد خيارا بل حتمية لا مناص منها نظرا لما تتوفر عليه من إمكانيات هائلة في مجال الإنتاج البرامجي السمعي والبصري وكذا البث الإعلامي من الناحية الكمية والنوعية". وأضاف أن هذا ما جعل الجزائر "تلجأ إلى جهاز الرقمنة والعمل على تعميمها على مستوى جميع المؤسسات الإعلامية وغير الإعلامية المتصلة بها بدلا عن النظام التماثلي الذي تخلت عنه بلدان كثيرة" مشيرا في هذا الصدد إلى ما تقتضيه الرقمنة من اهتمام بترقية الموارد البشرية المتخصصة والمؤهلة التي تعد من أولويات القطاع الإعلامي لأن المسألة كما قال "لا تتصل باستبدال تجهيزات ونظم بأخرى أكثر تطورا بقدر تركيزها على العقل الذي يديرها ويوظفها مما يعني به الفرد والكفاءة". وفي هذا الإطار أبرز كاتب الدولة للاتصال جهود الجزائر التي شرعت في وضع برنامج طموح لعصرنة الإدارة الجزائرية بالعمل على رقمنتها لإضفاء مرونة أكبر في تسيير شؤون المواطنين من خلال إقامة الحكومة الالكترونية 2013 فضلا عن تأسيس لجنة وطنية مهمتها وضع استراتجية للتحول نحو كل رقمي. وذكر السيد ميهوبي أن رهان الرقمنة "يشكل هاجسا حقيقيا في منظومة العصرنة التي هي عنوان التحول الذي تشهده الجزائر منذ سنوات" ولأن مسألة الانتقال إلى إدارة مجتمعاتنا بانتهاج أنظمة معلوماتية وتقنية متطورة تضمن السرعة اللازمة والقدرة على تخزين كم هائل من المادة المستخدمة "فإننا لم ننظر -كما قال- إلى الموضوع من زاوية انتقاء أجهزة ذات دقة عالية فحسب بل وضعنا مخططا لتفادي الوقوع في فخ التبعية وعدم التحول إلى سوق الاستهلاك وذلك بمشاركة الباحثين والصناعيين والمستثمرين في المجال التقني والمؤسسات المستخدمة". ويهدف هذا المخطط حسب السيد ميهوبي إلى إنشاء وحدات لإنتاج كل ما له صلة بالجانب الرقمي من خلال شراكة ايجابية مع دول ذات السبق في هذا المجال معربا عن أمله في أن يفتح هذا الباب أمام تعاون عربي يقضي بوضع استراتيجية موحدة للرقمنة مع تحديد الآجال لذلك كما هو معمول به في أوروبا وكذا تحسيس الفاعلين الصناعيين في إنتاج التجهيزات التقنية الرقمية بتنسيق جهودهم عربيا. وأبرز السيد ميهوبي الأهمية القصوى التي تكتسيها الملكية الفكرية عامة والإعلام الالكتروني خاصة في تطوير ونهضة المجتمعات على اعتبار أن التقدم التكنولوجي "مرتبط ارتباطا وثيقا" بضمان حماية الأعمال الإبداعية والفكرية تشجيعا للابتكار الذي يتطلب تدعيم النصوص القانونية بإحكام من شأنها أن تحمي ملكية هؤلاء المبدعين وتصون جهدهم. وأكد ضرورة توفير "ضمانات قانونية فعالة يمكن من خلالها تحفيز البحث العلمي وحماية الابتكارات الفردية والجماعية من أجل ضمان استمراريتها ووضع الآليات لذلك". وقال أن الجزائر تتوفر على منظومة قانونية خاصة بذلك. مؤكدا أن تجربة الجزائر في مجال حماية الملكية الفكرية وحقوق الإبداع والابتكار والتأليف "شكلت رصيدا هاما من نتائجه أن عددا من خبراء العالم المختصين في هذا المجال هم من الجزائريين المشهود لهم بالكفاءة العالية". وفيما يتعلق بخطط التحرك الإعلامي العربي نحو الخارج أكد السيد ميهوبي أن الجزائر بقدر دعمها لأي منهجية فاعلة وناجعة لتحسين صورة العرب لدى الآخر تعرب عن أملها في أن يكون التحرك الإعلامي على المسارين العربي والدولي على السواء.