واصل منتخب مدغشقر للمحلين صنع المفاجآت، بعدما تمكن من تحقيق فوز مستحق، في لقاء الدور ربع النهائي، الذي جرى عشية أمس، على أرضية ملعب "الشهيد حملاوي" في قسنطينة، بعدما هزم بالنتيجة والأداء منتخب زامبيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليواجه في الدور المقبل منتخب السنغال المتأهل بدوره، بعدما فاز على منتخب موريتانيا. في مباراة حاسمة وفت بكل وعودها، حقق المنتخب الملغاشي إنجازا تاريخيا، بوصوله للدور نصف النهائي لبطولة "شان 2022"، في ملحمة كروية استثنائية كتب سطورها الأولى، منذ تصفيات بطولة أمم أفريقيا، بتحقيقه ثلاثة انتصارات، وخلال هذه البطولة، حين قهر منتخبي غانا والسودان اللذان كانا ضمن المرشحين لنيل اللقب. منتخب مدغشقر، الذي لعب تقريبا بنفس التشكيلة منذ انطلاق "الشان"، استطاع تسيير مجريات اللقاء والمحافظة على تفوقه في النتيجة، حيث استطاع فريق جواميس الباريا (مدغشقر)، تطبيق نفس الأسلوب والأداء وإظهار انضباط تكتيكي مثالي، لم يقدر على مجاراته لاعبو موزمبيق، رغم صلابتهم الدفاعية وتحسن أدائهم الهجومي، الذي مكنهم من تحقيق إنجاز لا بأس به، بالتأهل إلى الدور ربع النهائي، بعد غياب عن الدورة لمدة 8 سنوات، وإقصائهم من الدور الأول في آخر مشاركة.المنتخب الملغاشي، الذي دخل اللقاء بدعم جماهيري كبير، من طرف الجماهير القسنطينية، والذي يعتبر الحصان الأسود في الدورة، أبان عن نيته مبكرا، بعدما تمكن المتألق كولونا، أحسن لاعب في اللقاء الفارط ضد السودان، من فتح باب التسجيل في الدقيقة 19 بقذفة قوية، باغتت الحارس فيكتور، وكاد نفس اللاعب أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 32، لكن كرته جانبت القائم الأيمن الحارس الموزمبيقي. خلال الشوط الثاني، وبينما كان الجمهور ينتظر في ردة فعل الأفاعي السوداء، فرض جواميس الباريا، منطقهم واستطاعوا تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 70، عن طريق المهاجم جان يفاس، بعدما رفض الحكم الغامبي هدف المهاجم تيزيري، في الدقيقة 58، عقب الرجوع إلى تقنية الفيديو المساعد "الفار"، محتسبا خطأ على اللاعب بانجي، ليتمكن من قتل اللقاء في الخمس دقائق الأخيرة، بتسجيل الهدف الثالث عن طريق البديل كارلوس، قبل أن يقلص منتخب الموزمبيق النتيجة في الوقت بدل الضائع، عن طريق القائد ديكارفاليوه. تصريحات: فرانسيسكو كوندي (مدرب الموزنبيق): المنافس كان أحسن منا والدورة كانت ناجحة اعترف مدرب الموزنبيق بقوة المنافس، وعدم قدرة أشباله على مجاراة ريتم المقابلة، وقال خلال الندوة الصحفية التي نشطها، عقب نهاية المقابلة، إن دفاع فريقه ارتكب العديد من الأخطاء، ولم يستطع تغطية الجهة اليمنى بالشكل اللازم، مما جعلهم يتلقون الهدف الأول، مضيفا أنه قدم تعليمات في الشوط الثاني، من أجل تعزيز وسط الميدان، لكن غياب التواصل بين لاعبيه، جعل المؤمورية أصعب، خاصة أن المنتخب المغاشي عرف كيف يستغل الهفوات وقتل اللقاء في المرحلة الثانية، بعد تسجيله الهدف الثاني، ثم الثالث.وحسب المدرب فرانسيسكو كوندي، فإن أشباله لم يتمكنوا من تطبيق الخطة التي رسمها، خاصة في المواجهات الثنائية لاعب ضد لاعب، ووصف مدرب الأفاعي السوداء، أداء المنتخب الملغاشي بالبراغماتي والواقعي، حيث عرف كيف ينتظر في الخلف، وبعد ذلك شن هجومات معاكسة سريعة أخلت بدفاعاتهم، معتبرا أن تحضيرات أشباله لم تكن في مستوى الحدث، مبررا ذلك بتوقف البطولة في بلاده مند شهر ديسمبر الفارط. المدرب فرانسيسكو كوندي، الذي وعد بالعمل على تدارك النقائص وتحسين الأداء مستقبلا، اعتبر هذا اليوم بأنه حزين له وللاعبين، وقال إن هذه قوانين كرة القدم، وهناك دائما فائز وخاسر، وقدم شكره الجزيل للجزائر على حسن تنظيم هذه البطولة، وعلى حرارة الاستقبال، وقال إن هذه الدورة كانت ناجحة. المهاجم داكس (أحسن لاعب في اللقاء): سعيد بالتأهل والمباراة لم تكن سهلة عبر وسط الميدان الملغاشي، أرو هسينة، الملقب بداكس، عن سعادته الكبيرة بتأهل منتخب بلاده التاريخي إلى الدور نصف النهائي، واختياره كأحسن لاعب في هذه المباراة، مؤكدا أن هذا الفوز مهدى إلى عائلته بمدغشقر، وكل الشعب الملغاشي، وقال إنهم دخلوا هذا اللقاء مركزين فقط على الفوز. وحسب الملغاشي للمحليين، فإن هذا الفوز لم يكن أداء فرديا لأي لاعب من اللاعبين لوحده، لكنه جاء بفضل اللعب الجماعي والتلاحم بين أفراد المنتخب، وقال بأن الأهداف المسجلة، كانت بمساهمة كل اللاعبين، وهو ما يشكل نقطة قوة منتخب "جواميس الباريا". راكوتونداري "رورو" (مدرب مدغشقر): لم نكن نحلم بالتأهل ونواصل المسيرة بثبات كشف المدرب الملغاشي، راكوتونداري الملقب ب"رورو"، أنه شخصيا لم يكن يتوقع هذا الفوز العريض على المنتخب الموزمبيقي، وقال خلال الندوة الصحفية التي نشطها، عقب نهاية اللقاء، إنه جد فخور بلاعبيه، الذين أدوا مشوارا طيبا خلال هذه البطولة، بعدما تأهلوا إلى الدور نصف النهائي، محققين 3 انتصارات، وكانوا أحسن هجوم بتسجيل 8 أهداف، وأحسن دفاع، بعدما تلقت شباكهم هدفين فقط.وحسب المدرب "رورو"، فإن اللاعبين نفذوا تعليماته بشكل لائق، خاصة في مسألة اللعب بسرعة، وقال إن أشباله كانوا منضبطين تكتيكيا، طيلة أطوار هذه المنافسة، وبخصوص منافسه في المربع الذهبي، منتخب السنغال الذي تأهل على حساب المنتخب الموريتاني، أكد راكوتونداري أن "أسود الترينغا"، منتخب من أحسن منتخبات كرة قدم في القارة، وهو شخصيا يحترم كثيرا هذا المنتخب، وقال إن منافسهم سيكون المرشح الأول في التأهل إلى الدور النهائي، مضيفا أنهم سيحاولون تحسين الأداء لضمان الفوز والتأهل، من خلال مواصلة العمل الجاد خلال التحضيرات، معتبرا أن العمل فقط مفتاح النجاح.