طالب مشاركون في الملتقى التكريمي لروح الفنان الراحل الشيخ الحسناوي المنتظم بتيزي وزو بضرورة "اعتراف فرنسا بإسهام المهاجرين الجزائريين في إعادة بنائها سيما عقب الحربين العالميتين اللتين أحدثتا دمارا كبيرا بها". وذكر الباحث منوار آيت اومزيان في محاضرة نشطها أمس الأحد بعنوان "الشيخ الحسناوي - مرآة مجتمع وعصر" أن "إخواننا دفعوا ضريبة ثقيلة لأجل إعادة بناء فرنسا بعد مشاركتهم في الصفوف الأمامية خلال الحربين العالميتين" مضيفا أن "فرنسا استغلتهم بعد ذلك في القيام بأشغال شاقة في ظروف لا إنسانية وتمس بكرامتهم". وقال "إننا من خلال هذا الطلب الذي نريد إيصاله لسلطات البلاد لا نسعى إلى الاستفادة من أي تعويض مادي للضرر الذي أصاب مهاجرينا خلال الفترة المذكورة ولكن نبحث عن اعتراف فقط بمساهمتهم في إعادة بعث عجلة الاقتصاد الفرنسية آنذاك التي كانت تعاني نقصا في اليد العاملة " مع العلم أن "الهجرة المكثفة آنذاك إلى فرنسا لم تكن خيارا وإنما هروبا من ظروف معيشية صعبة فرضها الاستعمار على البلاد". وشدد المتدخلون في هذا اليوم من خلال مداخلاتهم التي تمحورت جلها حول موضوع الهجرة في أغاني الحسناوي على اعتبار "الهجرة خلال الفترة ما بين عشرينيات القرن الماضي إلى غاية اندلاع الحرب التحريرية الوطنية كمأساة حقيقية بالنسبة للعديد من الجزائريين الذين اضطرهم البؤس وقساوة الحياة إلى مغادرة قراهم بالمئات لأجل كسب قوتهم في ظروف منافية لأبسط الحقوق الإنسانية". كما يرى السيد سعيد شماخ الأستاذ بقسم اللغة والأدب الامازيغي بجامعة تيزي وزو أن أغاني الحسناوي "تعبر جيدا عن معاناة الهجرة سيما في أغنيته الشهيرة "لا ميزون بلونش" ( مطار الجزائر العاصمة) التي تروي ظروف الانتقال المكثف للقرويين إلى ما وراء البحر تاركين وراءهم النساء والأطفال". واعتبر أن الحسناوي كان يعي ما يقول لأنه مجرب لتلك المعاناة حيث لم يتوان عن الثناء على "المقاومة الأسطورية لنساء المهاجرين الائي تحملن مسؤولياتهن ولعبن دور الأب الغائب بكل جدراة أمام أبنائهن". كما أنهن "تحملن معاناة الفراق بكل صبر دون فقدان الأمل في عودة أزواجهن وأحبائهن يوما ما". (واج)