تنظم مديرية الصحة والسكان لبومرداس بالتنسيق مع عدة شركاء ما بين 5 و11 مارس الجاري، الأسبوع الوطني الأول للوقاية، الذي دعت وزارة الصحة إلى تنظيمه عبر كامل ولايات الوطن، حيث سُطر برنامج إعلامي هام، يهدف إلى ترقية التحسيس والتوعية، ومكافحة عوامل الخطورة، المتسببة في العديد من الأمراض. يأتي تنظيم الأسبوع الوطني للوقاية تحت شعار "الوقاية من أجل صحة جيدة؛ فلنتحرك الآن"؛ بهدف التأكيد على أن الوقاية تبقى أهم طريقة لتفادي الإصابة بالأمراض، لا سيما ما بات يُعرف بأمراض العصر، وعلى رأسها السمنة والبدانة والسكري من الفئة الثانية، إضافة إلى أمراض القلب والضغط الشرياني، وحتى أنواع السرطان التي استفحلت في المجتمع. وبالنظر إلى عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة ببعض هذه الأمراض الثقيلة خاصة السكري والبدانة وارتفاع الضغط وحتى السرطان، نجد أن النمط الغذائي السيئ وقلة الحركة إضافة إلى التدخين والقلق، من بين أهم عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بواحد من تلك الأمراض. ولأن التحسيس المستمر بخطورة هذه الأمراض يبقى أهم عنصر في ربح المعركة ضد انتشارها، فإن وزارة الصحة دعت إلى تنظيم الأسبوع الأول للوقاية عبر ولايات الوطن، ما بين 5 و11 مارس الجاري، يتم خلاله تحسيس المواطنين بأهمية تفادي الإصابة بأمراض العصر؛ من خلال الوقاية، وحثهم على تغيير السلوكات المضرة. وعلى مستوى ولاية بومرداس، تنظم مديرية الصحة والسكان بالتنسيق مع عدة شركاء من بينهم الجماعات المحلية والحماية المدنية ومصالح التجارة والمجتمع المدني وغيرهم، أياما تحسيسية بمستشفيات دلس، وبرج منايل والثنية، وعبر 11 مؤسسة عمومية للصحة الجوارية، و37 قاعة متعددة الخدمات تابعة لها. ودعت مواطني الولاية إلى التقرب من هذه الهياكل الصحية؛ من أجل الاستفادة من مختلف التوجيهات التي يشرف عليها طواقم طبية متعددة الاختصاصات؛ بهدف التأسيس لثقافة صحية سليمة، وبالتالي إبعاد شبح الإصابة بأمراض العصر. هذه الأيام التحسيسية قد اختير لها مواضيع مهمة تصب في هذا الشأن، ومنها ترقية التغذية السليمة؛ من خلال الابتعاد عن الإفراط في تناول السكريات والملح والدهون المشبعة، وهي مواد تؤدي إلى الإصابة بالسمنة، التي أصبحت، حسب الدراسات، تستفحل أكثر فأكثر وسط كل الفئات العمرية بمن فيهم الأطفال. كما يُنتظر في هذا الصدد، أن يكون الحديث عن أهمية تغيير الذهنيات؛ حيث تشير الدكتورة قنون من مستشفى الثنية، إلى أن من الخطأ اعتبار الطفل السمين لا سيما الرضيع، طفلا يتمتع بصحة جيدة؛ حيث يرتفع لديه عامل الإصابة بالسكري، وهذا له انعكاسات صحية خطيرة عليه مستقبلا، داعية الأمهات، بشكل مباشر، إلى تفادي إطعام أطفالهن السكريات منذ الصغر، واهتمام الأسرة بالتغذية السليمة المعتمدة على الخضروات والبقوليات وزيت الزيتون. وفي المقابل، سيتم التطرق، أيضا، للابتعاد عن استهلاك المشروبات الغازية والملوّنات الغذائية، وكذا التغذية السليمة، وشهر رمضان المعظم. ومن بين المحاور المعتمَدة خلال الأسبوع الوطني للوقاية، هناك، أيضا، الوقاية من العوامل المؤدية إلى الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والتعرض للإصابة بأمراض القلب والشرايين، والسرطان، إلى جانب محاربة كافة أنواع الإدمان، سواء إدمان التدخين أو المخدرات، وحتى إدمان الشاشات الزرقاء؛ باعتبار أنها أضحت تشكل مصدرا آخر للأمراض النفسية كالاكتئاب، وبالتالي محفزا للإصابة بعدة أمراض، وهذا بدون إغفال التوعية بأهمية اللقاحات، والتحسيس بأهمية الرضاعة الطبيعية بدون إغفال التحسيس بأهمية تفادي التطبيب الذاتي، والابتعاد عن الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية.. وغيرها من المواضيع. ولَئن كان الهدف الأسمى من تنظيم الأسبوع الوطني للوقاية جعله موعدا سنويا ينظَّم في نفس الفترة لترقية الصحة العمومية من خلال الوقاية من خطر كل أنواع الأمراض، ففي المقابل، تظهر أهمية التركيز على تفعيل وحدات الطب الوقائي عبر الوطن؛ من أجل تأسيس قاعدة صلبة حول الوعي الصحي، وكيفية التعامل الصحيح مع مختلف الأمراض انطلاقا من معرفة مسبقة بها.. حتى لا تبقى هذه الوحدات مجرد مكاتب لجرد الإحصائيات وفقط.