شبّ أمس حريق بمبنى المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالعاصمة دون أن يخلف خسائر بشرية غير أنه كاد يفقد الساحة الثقافية الجزائرية معلما مهما، لولا التدخل الموفق لأعوان الحماية المدنية بفضل الإشعار السريع بالحادث. ولم تحدد مصالح الحماية المدنية السبب الرئيسي للحادث، فيما كشفت مصادر قريبة من المسرح وشهود عيان أن قاعة التدريبات المتواجدة في الطابق العلوي التي تشهد أشغال ترميم وإصلاح من الداخل والخارج استعمل فيها النار لتقشير الزفت من السطح، وفي لحظة إهمال اشتعل السقف ليسارع عمال المسرح إلى محاولة إطفاء الحريق بالمطفآت اليدوية. وأكد العقيد محمد تغرستين عن مصالح الحماية المدنية أن الحريق الذي اندلع على مستوى السقف -والذي يبدو أنه طفيف- كاد أن يُكبد قطاع الثقافة خسارة وخيمة خاصة مع قرب المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، إلا أن أعوان الحماية استطاعوا في ظرف عشر دقائق التحكم في النيران بصفة كاملة، وقال أن الحريق كاد يشبه ذلك الذي شب بقاعة حرشة التي احترقت بكاملها سنة 2001، بسبب نوعية سقف المسرح المتكون من الخشب والبلاستيك وبعض المواد السهلة الالتهاب. وكشف العقيد عن تسجيل حالة إغماء واحدة لأحد عمال المسرح بسبب الدخان الكثيف حيث كان يحاول التدخل لإطفاء الحريق. وفي هذا السياق، أفاد الملازم الأول بالحماية المدنية مكلف بالإعلام السيد بختي سفيان أنهم تلقوا البلاغ من قبل خلية الاتصال بالأمن الوطني في حدود الساعة الثالثة وعشرة دقائق زوالا وان الفرق المتكونة من أربع شاحنات إطفاء وشاحنتي التزويد بالمياه وأكثر من 50 عنصرا تمكنت من محاصرة النيران وإطفائها. ومن جانبه أكد المستشار الفني بالمسرح الوطني السيد إبراهيم نوال أن الحادث خلق هلعا كبيرا وسط عمال المسرح منوها في هذا السياق بشجاعة بعضهم الذين سارعوا لإطفاء النيران قبل وصول أعوان الحماية المدنية، وأشار الى أن الحادث عاد ويمكن ان يقع في أي مكان من العالم، مشددا من جهة أخرى على ضرورة الحرص والعمل في ظروف أكثر مهنية. يذكر أن والي العاصمة السيد محمد صغير عدو والوالي المنتدب لباب الوادي ورئيس المجلس الشعبي لبلدية القصبة تفقدوا المبنى ووقفوا على الأضرار المادية التي لحقت به.