شب أمس في حدود الثالثة مساء حريق بالمسرح الوطني الجزائري، كاد أن يتلف هذا الأخير لولا التدخل السريع لعناصر الحماية المدنية التي نجحت في إحاطة النار المشتعلة في سقف المسرح،وقد استمر انبعاث الدخان من المسرح لما يقارب الساعة والنصف، أين كانت عناصر الحماية المدنية قد تدخلت بأكثر من 50 عنصرا ممثلة في خمس شاحنات بعد أن تلقت مكالمة في حدود الثالثة وعشر دقائق. وقد شب الحريق بالضبط في سقف المسرح، وفوق قاعة للتدريبات، وهو الأمر الذي أثار هلعا كبيرا وسط فرقة المسرح الوطني التي كانت تزاول تدريباتها أثناء إندلاع الحريق. مما تسبب في شبه رغماء لأحد العاملين هناك نتيجة قوة الدخان وفيما توقع البعض أن يكون سبب الحريق هو طبيعة السقف المتكونة من ''القودرون '' وتفاعلها مع درجة الحرارة القوية هو السبب في اشتعال النار. صرح مدير المسرح الوطني محمد بن قطاف أنه كانت هناك أعمال ترميم في السقف وفي القاعة، وقد يكون - حسبه - استعمال جهاز التصهير''الشاليمون '' من أحد العمال هو سبب اندلاع الحريق. كما أعتبر مسؤول الأمن في المسرح أن المكان الذي أندلع منه الحريق معزول ولا يمكن لأحد الإقتراب منه، وهو ما يدعم حسبه فرضية ان تفاعل أشعة الشمس مع المواد الخزفية التي يتكون منها السقف. ومما صعب من عمل الحماية المدنية هو احتواء بطانة السقف على نسيج قابل للإلتهاب، وقد أستمرت عملية الإطفاء بعدها لأكثر من ساعة ونصف. وحسب المكلف بالإعلام بالحماية المدنية فإن الحريق لم يكن خطيرا، في وقت أنهم كانوا يعتقدون أن الحريق مهولا، ما دعاهم لجلب 5شاحنات بأكملها نتيجة خطورة المنطقة من الناحية العمرانية. والي الجزائر تنقل على جناح السرعة الى المسرح الوطني واستمع الى شروحات مسؤولي المسرح الذين حاولوا إقناعه بأن أعمال الترميم في سقف المسرح هي السبب وله علاقة بقوة أشعة الشمس وطبيعة السقف القابل للإشتعال . لكن الوالي أجاب المسؤولين أنه كان عليهم إخبارهم بعمليات الترميم، على الأقل من أجل ايفادهم بعناصر للحماية المدنية كإحتياط. ويبقى التحقيق مفتوحا من طرف عناصر الأمن حول الأسباب الحقيقية للحريق، خاصة أن نقطة بداية الحريق مازالت مجهولة حسب مسؤول كبير في الحماية المدنية، فيما احتمل أحد العاملين القدماء أن يكون لرمي السيجارة دور في الحريق.وحسب المكلف بالإعلام في الحماية المدنية، فإنه كاد أن يعاد سيناريو قاعة حرشة. خاصة أن تكوين المسرح من الخشب وغيرها من المكونات يساعد على ذلك كثيرا. يأتي هذا قبيل أيام من انطلاق المهرجان الإفريقي، الذي ما من شك أنه سيكون المسرح الوطني أحد فضاءاته.