يتنظر حرفيو ولاية قسنطينة تجسيد مشروع تهيئة مركز الحرفيين الكائن بباب القنطرة بالبلدية الأم، بعد إعلان الوالي، مؤخرا، عن تحويل المقر الشاغر منذ سنوات، إلى مركز للصناعات التقليدية والحرف؛ قصد تشجيع الحرفيين، والنهوض بقطاع الصناعات التقليدية والحرف. رغم تصنيف القطاع كأحد الروافد الحيوية التي تساهم في إحداث الثروة وتوفير مناصب شغل لفئة الشباب البطالين، غير أن حرفيّي الولاية أشاروا إلى العديد من المشاكل التي حالت دون ذلك؛ على غرار نقص المادة الأولية، والوضعية المزرية للمراكز الحرفية؛ ما جعل أغلبهم يغيّرون نشاطهم، ويتحولون إلى مهن أخرى. وطالب الحرفيون الجهات الوصية بالتكفل بانشغالاتهم، ورفع المعوقات والعراقيل التي تحول دون تمكنهم من مزاولة نشاطاتهم الحرفية بأريحية، والنهوض بهذا القطاع الهام، الذي يُعدّ من بين أهم القطاعات الحيوية في قسنطينة؛ لما تزخر به من مقومات تراثية وفنية، يمكن تسويقها في إطار السياحة الداخلية والخارجية، وبالتالي المساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي والوطني. واستبشر الحرفيون خيرا عقب قرار الوالي عبد الخالق صيودة، تهيئة مركز للصناعات التقليدية والحرف، استرجعته مصالح الولاية، ويتربع على مساحة 2439 متر مربع، وهذا في إطار إطلاقها عمليات واسعة لإحصاء ممتلكاتها، خاصة أن الوالي شدد في هذا الإطار، على ضرورة النهوض بالقطاع، والعمل على ترقية المنتوج التقليدي؛ من خلال إعطاء دفع كبير للنشاط الحرفي، الذي عرف ركودا في السنوات الماضية، مع عرض وتسويق المنتجات التقليدية، وجعل الولاية واجهة ونافذة للحرفيين، والمساهمة في التنشيط السياحي للمدينة. وقد أرجع الوالي مشروع التهيئة إلى جامعة قسنطينة 3؛ حيث أشار رئيسها البروفيسور أحمد بوراس، إلى أنه تم في إطار التعاون مع الجامعة والاستفادة من خبراتها، الاجتماع بالوالي خلال الأيام الماضية، وجرى خلاله التطرق لمشروع تهيئة مقر مركز الحرفيين؛ حيث طلب الوالي من الجامعة بعد تقديم رؤية عامة حول المشروع، إعداد دراسة ملائمة لتهيئة هذا المقر بإشراك الحرفيين، على أن تتلاءم مع الفكرة الرئيسة للمشروع؛ كمركز للإنتاج، وعرض وبيع مختلف المنتوجات الحرفية، وهو ما جعل الجامعة، حسب رئيسها، تضع كل طاقاتها البشرية الخاصة بكلية الهندسة المعمارية التي أُسندت لها مهمة إنجاز الدراسة الخاصة بالتهيئة، للخروج بمشروع يليق بقسنطينة، ويكون واجهة للهوية الثقافية والتراث القسنطيني الأصيل. وأضاف البروفيسور بوراس أن الوالي أبدى إعجابه بتصاميم ومنتجات طلبة كلية الهندسة المعمارية خلال الزيارة الأخيرة لوزير السياحة إليها، حيث أكد أن الكلية بطلبتها وأساتذتها المختصين في التصميم والهندسة المعمارية والتعمير، باشروا مهامهم بعد أن منحهم الوالي مدة 15 يوما لإعداد التصور الأولي للمشروع.