حذّرت الدكتورة نعيمة واندي، الطبيبة العامة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بباب الوادي، من تقديم اللمجة للطفل خلال ذهابه إلى المدرسة؛ قالت: "رغم اعتقاد الكثيرين أن تلك الوجبة الخفيفة للطفل قد تساعده في تخطي جوع خفيف خلال تواجده بالقسم، إلا أنها، في حقيقة الأمر، قد تؤدي إلى كسر نظامه الغذائي بعد ذلك"، مؤكدة أن من الأحسن تجنُّب تقديم وجبة للطفل، لا سيما إذا كانت تحتوي على وجبة ثقيلة، أو كانت من السكريات التي توقف شهيته لباقي اليوم". ويعتمد أغلب أولياء المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية لا سيما في الابتدائي، على تحضير وجبة خفيفة للطفل لأخذها معه إلى المدرسة؛ بهدف "كسر الجوع" إذا شعر الطفل بحاجة إلى الأكل. ويلجأ الأولياء في تحضيرها، عادة، إلى ما يسوَّق في المحلات؛ من أغذية خفيفة، وعصائر، وحلويات وحتى أكياس رقائق البطاطس "شيبس"، وهو ما يفسر تردد الأولياء عند مرافقتهم أبنائهم إلى محلات بيع المواد الغذائية، ليتم اقتناء، وفق رغبة الطفل، ما هو غني بالسكريات، وهو ما يجعل تلك الوجبة مضرة أكثر بصحة الطفل. وإن كان بعض الأولياء يعتقدون أن اللمجة مهمة جدا للطفل ويصنفون مهمة اقتنائها ضمن قائمة المهام الصعبة؛ لأنها ترتبط ببعض الشروط لضمان سلامتها، لا سيما خلال أيام الحر، إلا أن في حقيقة الأمر تركها أحسن، بل الاعتماد، فقط، على فاكهة واحدة، أو خضار طازجة بكمية قليلة، توقِف جوعا صغيرا بدون أن تقطع الشهية تماما، في انتظار عودة الطفل إلى البيت، وتناول وجبته الكاملة. وأكدت الطبيبة أن اعتماد بعض الأسر على اللمجة راجع إلى عادة سيئة باتت تنتشر وسط أغلب الأسر الجزائرية، وهي غياب وجبة فطور الصباح قبل الخروج من البيت، وهذا راجع إلى تسلسل خاطئ لسلوكيات الفرد؛ مثل النوم المتأخر، ثم الاستيقاظ المتأخر بسبب السهر، وعليه تتسارع العائلة العاملة في الركض هنا وهناك للوصول إلى اصطحاب الطفل إلى المدرسة، ثم الذهاب إلى العمل، كل ذلك الضغط يخلق فوضى، تؤدي بالبعض إلى إلغاء بعض المهام لتسريع الخروج من البيت، ومنه تحضير وجبة فطور الصباح، التي تُعد أهم وجبة غذائية في اليوم، وهي تسمح بسد الجوع إلى غاية موعد الغداء. وبهذا أصبحت كثير من الأمهات يرين أن اللمجة قد تكون بديل فطور الصباح، ويمكن تناولها خلال فترة الاستراحة، إلا أن هذا التفكير خاطئ؛ فهو يحرم الطفل من فوائد الغذاء الكامل، الذي كان يجب أن يقدَّم له في البيت، متنوعا بين الحليب، والفواكه، والحبوب، أو البيض المسلوق أو المقلي، أو بعض الحلويات، التي تعمل، خلال ذهابه إلى المدرسة، على حرق تلك الحريرات من جسمه. وفي الأخير قالت الطبيبة إن اللمجة لا يجب أن تكون بديلا عن فطور الصباح، بل تلك الوجبة لا بد أن يحرص الآباء على أن يتناولها الطفل قبل خروجه من البيت، وعلى أن يتم تحضيرها في البيت، وتكون متزنة وصحية للطفل. وفي مقابل ذلك يجب على الأم أن تحرص على أن يستهلكها الطفل قبل ذهابه إلى المدرسة. أما ما تعلق باللمجة فلا بد أن تكون البديل الأخير؛ حبة فاكهة وقارورة ماء، أو حبتين من الجبن الطري، أو خضارا من التي يحبها الطفل.