أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس بالقاهرة أن الجانب العربي قرر التعامل بايجابية مع طرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي ستبقى وستكون أساس وجوهر عملية التفاوض. وأ وأوضح الوزير في تصريح للصحافة الوطنية بعد اختتام أشغال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أن هذا القرار نابع كذلك من العناصر الايجابية في المواقف الأميركية "الجدية" المتمسكة بحل الدولتين والداعية إلى وقف فوري وكامل للاستيطان الإسرائيلي الذي يعتبره العرب "مسألة جوهرية حيث لا يمكن الحديث عن انطلاق أية مفاوضات دون حله". وأبرز الوزير أن الطرح والمواقف الأمريكية هذه في حاجة إلى "تجزئة وتدقيق وتوضيح حتى تكون قابلة للتنفيذ" مشيرا إلى تطلع العرب إلى الخطة التفصيلية التي سيعلن عنها الرئيس أوباما في نهاية شهر جويلية القادم حول كيفية التحرك الأمريكي باتجاه عودة المفاوضات والانطلاق نحو عملية سلام تؤدي ضمن سقف زمني لإنهاء حالة الصراع وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس. وذكر السيد مدلسي أن الاجتماع كان مطولا وناقش مختلف جوانب القضية الفلسطينية ومستجداتها كما استمع خلاله الوزراء إلى التقرير الذي قدمه وزير الخارجية المصري السيد احمد أبو الغيط حول"جهود بلاده الجبارة بشان جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية". وكشف السيد مدلسي أن التقرير يسمح بإبداء نوع من التفاؤل بشأن هذا الحوار داعيا القادة الفلسطينيين إلى رص الصفوف واتخاذ موقف موحد خلال اجتماعهم القادم يوم 27 جوان حتى يكونوا "طرفا رئيسيا" في حل مشاكلهم. وأوضح وزير الخارجية أن الاجتماع الطارئ شكل أيضا فرصة مناسبة لتحضير الاجتماع الذي سيعقد في مدينة تريستا الإيطالية بعد غد الجمعة بين لجنة مبادرة السلام العربية واللجنة الرباعية الدولية لبحث سبل تحريك عملية السلام. وأشار إلى بوادر التفاؤل التي تم تسجيلها من خلال مواقف بعض أعضاء الرباعية والتي تقترب من الطرح الأمريكي معربا عن أمله في أن يخلق هذا الإجماع العربي والأمريكي وغيره من مواقف الدول الأخرى "مناخا جديدا يدفع نحو الأمام بهذه المفاوضات التي طالت ومازالت نتيجتها منتظرة". يذكر أن السيد مدلسي سيشارك في الاجتماع الأول لوزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية والرباعية الدولية ب تريستا الإيطالية لتقييم الأوضاع ودراسة آفاق بعث عملية السلام في الشرق الأوسط.