دّم النائب في البرلمان السويسري عن مجموعة الاشتراكيين، مولينا فابيان، طلبا إلى المجلس الاتحادي الذي يمثل الحكومة من أجل المساهمة بشكل فعّال في الدفع نحو تحقيق السلام في الصحراء الغربية خلال فترة عضوية سويسرا في مجلس الأمن الدولي. تأتي هذه المبادرة، حسب نص الطلب، من أجل اتخاذ التدابير اللازمة التي يتعين على الأممالمتحدة اتخاذها للسماح بإحلال سلام عادل ودائم بين المغرب والصحراء الغربية، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ومراعاة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وجاء فيه بأن "هذه القرارات الصادرة عن المجلس، توفر الموارد اللازمة لإنهاء الاستعمار في الوقت المناسب في الصحراء الغربية"، مضيفا أن سويسرا وبصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتاح لها الفرصة للعب دور نشط في البحث عن السلام في الصحراء الغربية. وهو ما يجعل المجلس الاتحادي مسؤولا، وفقا لقرارات مجلس الأمن، عن المشاركة بنشاط لصالح إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وعن الدعم الفعال للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جهوده. ولتحقيق ذلك، فإن المجلس الاتحادي يتوفر على الموارد اللازمة بما في ذلك المساعي الحميدة في سويسرا، إضافة لعلاقاته الدبلوماسية مع جميع الأطراف المعنية بهدف تحقيق سلام دائم ومنصف وإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية. ونبّه النائب مولينا، إلى الوضع في الاقليم المحتل في ظل فشل بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" في تأدية مهمتها الرئيسية المتمثلة في ضمان حق تقرير مصير الشعب الصحراوي من خلال تنظيم الاستفتاء ولا في حماية المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة من أعمال العنف التعسفي التي تُمارس ضدهم. يذكر أن وزير الخارجية السويسري، إينياتسيو كاسيس، اعتبر انتخاب سويسرا في التاسع جوان الماضي، للمرة الأولى في تاريخها، كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لعامي 2023 و2024، يمنح بلاده المصداقية لإظهار ما تقوم به من أجل السلام والاستقرار. في سياق ذي صلة، دعا حزب الائتلاف الكناري إلى ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال، متعهدا بمواصلة المرافعة عن القضية الصحراوية العادلة والتنديد بكل الخطوات السلبية للحكومة الإسبانية تجاه هذا الملف.ووعدت التشكيلة السياسية التي اختيرت لخوض الانتخابات الجهوية والعامة باسم ائتلاف كناريا، خلال تجمع انتخابي بجزر الكناري "بمواصلة المرافعة عن قضية الشعب الصحراوي العادلة والتنديد بكل الخطوات السلبية للحكومة الإسبانية، ودعم جهود الشركاء الإسبان التي من شأنها مرافقة الشرعية الدولية والقانون الدولي". كما شدّدوا على المسؤولية التاريخية التي تتحملها إسبانيا تجاه القضية الصحراوية والتي "يجب أن تكون إيجابية في تسوية النزاع وليس من خلال اتخاذ قرارات وفتح محادثات مشبوهة ضد الشرعية الدولية". وتدفع التشكيلة باتجاه أن "تلعب إسبانيا دورها الصحيح تاريخيا وسياسيا بعيدا عن خيانة واستغلال قضية الصحراويين في المزايدات والابتزاز والمساومة باعتبار أن استغلال قضية تصفية استعمار بتلك الطريقة، أمر لن ينجح وسيكون فضيحة أخلاقية يسجلها التاريخ". بالتزامن مع ذلك نظمت الجالية الصحراوية وعدد من المتضامنين الاسبان وقفة احتجاجية أمام شركة "سيمنس غاميزا" المختصة في صناعة توربينات الرياح والتي يوجد مقرها قرب بلباو بإقليم الباسك، لمطالبتها بالتوقف عن مشاركة الاحتلال المغربي في نهب ثروات الشعب الصحراوي والخروج فورا من الجزء المحتل من الصحراء الغربية. ورفع المتظاهرون عدة شعارات تدعو الشركة إلى الانسحاب من الجزء المحتل من الصحراء الغربية والتوقف عن الاستثمار في معاناة الشعب الصحراوي وثرواته وأرضه. كما ذكر المحتجون، الشركة بأن الشعب الصحراوي يكافح منذ عقود من أجل نيل حقه في الحرية والاستقلال وهو الوحيد المخوّل له التصرف في خيراته وأرضه واختيار شركائه. وسبق أن ندّد الصحراويون بتورط الشركة، التي وصلت الى الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية عام 2016، مع نظام المخزن في بناء حقل للطاقة الرياحية في مدينة بوجدور المحتلة بطريقة غير شرعية.